فلسطين أون لاين

كانت تصدِّر من 50-60 مليون وردة

تقرير تراجع زراعة الورود بغزة من 1200 دونم إلى 20 دونمًا فقط

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور

يتمسك المزارع محمد حجازي بزراعة أرضه بالورود، ثابتا على خطى والده الذى بدأ قبل ثلاثين عاما بزراعتها لأول مرة في قطاع غزة.

ويستذكر حجازي بداية زراعة والده للورود وتصديرها للخارج، قبل أن تتراجع منذ تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة عام 2006م.

ويحاول حجازي زراعة أرض عائلته حاليا بالورود المطلوبة للسوق المحلي في غزة المحاصرة.

وأفاد بأنه يزرع نحو 10 أصناف من الورود المرغوبة في السوق المحلي، أبزرها: الجوري والقرنفل، ويعمل على توفرها في السوق بالكميات المطلوبة.

وذكر حجازي لصحيفة "فلسطين" أن مجمل المساحة المزروعة لدى عائلته هي 11 دونم فقط من أصل 40 دونم كان والده يمتلكها في تسعينات القرن الماضي.

وكانت عائلة حجازي تمتك 700 دونم من أصل 1200 دونم مزروعة بالورود في التسعينات وقبل فرض الحصار على القطاع، وفقًا لابنها.

وأشار إلى تكبد المزارعين خسائر مالية باهظة نتيجة منع قوات الاحتلال الإسرائيلي تصدير الورود لسنوات طويلة عبر معبر "كرم أبو سالم" إلى دول العالم الأمر الذي يؤدي إلى إتلافها أمام أشعة الشمس.

ولا يستثني المزارع الفلسطيني العوامل المحلية من التأثير على حالة التراجع الذي تعيشه زراعة الورود بغزة، لا سيما تلك المتمثلة في ارتفاع معدلات ملوحة المياه وقلة المياه العذبة، وارتفاع كلفة الشتول الخاصة بالورود والأسمدة والعمالة.

ولا يزال حجازي يذكر آخر شحنة ورود قامت عائلته بتصديرها إلى الخارج وكانت في موسم 2012-2013 فكان يتم تصديرها في فصل الشتاء للدول الأوروبية بمناسبة أعياد الميلاد وغيرها من المناسبات لديهم.

لكن هذا العام 2020، ألقت جائحة كورونا بظلالها السلبية على الحياة والمناسبات الاجتماعية وتوقف الأفراح، فقل الطلب على الورود.

وعبر حجازي عن أمله بأن تتحسن الأوضاع في غزة وفي كل دول العالم لتتجاوز البشرية هذا الوباء.

وأشار مدير وزارة الزراعة بمحافظة رفح، م.أكرم أبو دقة إلى أن زراعة الزهور كانت من الزراعات التصديرية المهمة مع بداية قدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.

وذكر أبو دقة لصحيفة "فلسطين" أن تصدير الورود شهد حالة من الازدهار بداية التسعينات واستمر حتى قبيل الحصار الإسرائيلي.

وأفاد بأن مساحة الأراضي المزروعة بالورود في التسعينات وصلت إلى 1200 دونم، كما كان يتم تصدير من 50-60 مليون وردة سنوياً للدول الأوروبية في مواسم الأعياد خلال فصل الشتاء.

وقال أبو دقة: لكن مع ظروف انتفاضة الأقصى وتجريف الاحتلال للأراضي المزروعة بالورود تراجعت المساحات المزروعة، كما تسبب إغلاق المعابر بمنع تصديرها في كثير من المرات.

ولفت إلى أن آخر شحنة ورود تم تصديرها من غزة إلى الخارج كانت عام 2013 حيث تم تصدير 5 ملايين وردة.

وأضاف: إن استمرار إغلاق المعابر أدى إلى تراجع زراعة الورود حتى أصبح عدد المساحات المزروعة فيها خلال 2020 لا يزيد عن 20 دونم فقط، وتتركز زراعتها في محافظتي رفح وخان يونس.

وأكد المسؤول الحكومي أن ما يتم زراعته هو - للاستهلاك المحلي فقط - ويذهب لمحلات الورود التي تختص بتجهيزه للمناسبات في الأفراح والاحتفالات السنوية وغيرها من المناسبات المجتمعية.