فلسطين أون لاين

وقود يغذي الإنجاز

أُشجع ابني دائمًا، وأوفر له كل ما أتوقع أنه بحاجة إليه، هو ذكي، ولديه من القدرات الجسدية والعقلية ما يمكنه من عمل الكثير، ولكن: ورغم ذلك تغلب عليه اللامبالاة وانعدام المسؤولية، أريده أن يكون أفضل الناس، ناجحًا في حياته، مميزًا في كل مجال يخوضه، ولكنه للأسف هو ليس كذلك.. أتمنى أن أعرف السبب وراء سلوكه هذا!

هل نسأل أنفسنا عن المحرك الأساسي الذي يدفع سلوك الفرد نحو هدف بعينه بكل حماسة وتناسي لكل المعوقات؟

ما الذي يجبر بعض البشر إلى الاستعداد التام لبذل جهود جبارة من أجل الوصول، مهما كان الطريق صعبًا؟

يتحدَّثون عن الدافعية.. فهل هي حقًّا السبب؟

ما الدافعية؟ أتكون هي العامل الأكثر تأثيرًا وصولًا للإنجاز؟ هل هي الشعلة التي تشعل جِذاءك وما تزال بك، تلح عليك حتى تلبيها؟ هل هي الإرادة لفعل شيء ما؟ أم أنها القوى الداخلية التي تتجاذبك فيما بينها وتدفعك وتحركك نحو ما ترغب بتحقيقه؟ هل هي التعلم والإتقان أم أنها الموهبة التي يولد بها الشخص أو التشجيع الذي يتلقاه؟

يقول مؤلف كتاب حرب الفنّ (The War of Art):" عندما يكون حجم الألم الذي ينشأ لديك من حرمانك من القيام بما ترغب به، يتفوق على مقدار الألم الناشئ عن التعب والجهد في سبيل إنجازه، فهذا ما نشير إليه بمصطلح الدافعية. بكلمات أخرى، إن بذل الجهد لإحداث تغيير ما، وما يرافقه من معاناة وسهر وتعب، أسهل من ذاك الذي تواجهه وأنت متسمر في مكانك، حينها أُسمي ما يضطرم في نفسك بالدافعية التي تحثك لبذل المزيد برغم المعاناة التي تشعر بها حتى تصل إلى ما تريد.

ولكن، هناك سؤال يطرح نفسه بتلقائية: هل نستطيع خلق الدافعية في داخل أي شخص؟ هل نستطيع غرسها داخل أبنائنا؟

لنعلم أن الدافعية نوعان: داخلية وخارجية.. الداخلية تأتي من تلقاء الذات، تشعلها رغبة الشخص وإرادته، أما الخارجية فتأتي نتيجة حوافز خارجية مثل جوائز وألقاب وشهرة ومال وغيره، ويقول علماء النفس أن الدافعية الخارجية مؤقتة وسريعة التلاشي، فعندما تزداد وتيرة الصعوبات وضراوتها، تنهار الدافعية الخارجية بينما تصمد الدافعية الداخلية وتُكمل الطريق.

تلعب الدافعية دورًا مهمًا في النجاح وتحقيق الأهداف، فهي من أهم العناصر المؤدية إليه، وهي الباعث له، كما أنها مصدر المتعة وإثارة اهتمام الشخص. وعادة ما يتميز الأشخاص الناجحون بدافعية قوية وطاقة عالية على المثابرة في العمل.

نعاني جميعًا من فترات تنعدم فيها الدافعية داخلنا أو تخبو لبعض الوقت، فهل من خطوات نتَّبعها لإعادة إيقاد الدافعية داخلنا؟ نعم، إليك بعض الخطوات:

  • استشعر نجاحاتك اليومية، وذكِّر نفسك بالمشاعر الرائعة التي رافقت نجاحاتك السابقة.
  • احرص على أن يكون لديك أهداف واضحة وواقعية وقابلة للتحقيق ومثيرة لاهتمامك.
  • لا تقارن نفسك بالآخرين خاصة من هم أقل منك ومن رضوا بأقل الإنجازات.
  • استرجع بذاكرتك دومًا السبب الذي دفعك لفعل ما تقوم به الآن، فالسبب بحد ذاته حافزًا.
  • لا تشكك بذاتك، ولا في قدراتها أبدًا، وكن دومًا على ثقة بأنك تستطيع تحقيق أهدافك والوصول لما تريد، مهما واجهتك مصاعب وتحديات.
  • اعطِ نفسك تغذية راجعة بعد كل مجموعة خطوات تقوم بها في طريق تحقيق الهدف، راجع نجاحاتك وإخفاقاتك والأسباب التي تقف وراءها.

حفز نفسك بنفسك لتصل إلى ما تريد، وأشعل دافعيتك بأهدافك العظيمة والمراتب المتقدمة التي تروم بلوغها.. لأنك وحدك القادر على ذلك، وليس من أحد سواك!