قال سمير غطاس عضو مجلس النواب المصري: إنَّه لا يوجد مؤشرات جدية لاستضافة مصر حوارًا شاملًا بين الفصائل الفلسطينية حول المصالحة أو الانتخابات، مؤكدا أن القاهرة لن تقدم على دعوة الفصائل إلا بعد التأكد أن هناك مخرجات إيجابية واتفاقات قابله للتنفيذ، مضيفا أن نتائج الانتخابات الأمريكية قد تعطل أو تسرّع خطوات المصالحة والانتخابات الفلسطينية.
غطاس يتحدث عن الموقف المصري والرؤية المصرية لحل معضلة الانقسام الفلسطيني، ومن خلال التصريح نفهم أن المصالحة الفلسطينية مرتبطة بأمرين؛ الأول: التوصل الى اتفاقات قابلة للتنفيذ، والثاني موافقة الادارة الامريكية، أي هناك شرطان لا علاقة للطرف الفلسطيني بهما، حيث إن "القابلية للتنفيذ" تحددها جهات غير فلسطينية، مثل دولة الاحتلال "إسرائيل" وامريكا والراعي المصري للحوار الداخلي الفلسطيني.
مصير الفلسطينيين لن يظل مرتبطا بالأشقاء العرب الذين تركونا كالأيتام على موائد اللئام، بل شارك بعضهم بحصارنا في غزة وحصارنا ماليا في جميع أراضي السلطة الفلسطينية، كما أن مصيرنا لن يظل رهينة لأهواء بعض الفصائل او الشخصيات التي تفضل استمرار الانقسام والأجواء المتوترة من أجل مآرب حزبية أو شخصية، فالاعتقاد أن الحال سيستمر على هذا المنوال هو اعتقاد خاطئ والقليل من الوقت سيثبت ذلك.
أود أن أقول لكل محسوب على قيادة الشعب الفلسطيني: إن همومنا ليست محصورة في مصالحة بين فتح وحماس أو استرضاء بعض الفصائل في تقسيم المناصب والمغانم، شعبنا في غزة لن يقبل باستمرار الحصار بما فيه من حرمان وجوع ومرض وإهدار لسنوات العمر، والضفة الغربية بدأت تلحق بغزة من حيث الجوع والمعاناة. حكومة العدو تقرّر بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية وتصادر الأراضي وتهدم البيوت وتشرد السكان، والمستوطنون يعيثون فسادًا باعتداءاتهم حتى بلغوا أسفل سافلين في أجرامهم ودناءتهم فسرقوا ثمار الزيتون وأحرقوا أشجاره، ومن يحرق المسجد والطفل من السهل عليه أن يفعل ما هو أدنى من ذلك طالما لا يجد من يردعه.
لا نملك الكثير من الوقت، لا بد من إغلاق ملف الانقسام للتفرغ للاحتلال وللقضايا الحقيقية المتعلقة بأمن المواطنين وحريتهم ومقدساتهم وممتلكاتهم، كما أننا لسنا بحاجة الى المزيد من المشاورات والاجتماعات ولا حتى الرعاية الأجنبية لوحدتنا وتصالحنا، وإن لم تنقذوا شعبكم سوف يسقطكم.