منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم هذا العام 2020 جائزة نوبل للآداب للشاعرة الأمريكية اليهودية لويز غلوك Louise Glück البالغة من العمر 77 عامًا كأول امرأة تفوز بها منذ أكثر من ربع قرن. وتعمل غلوك أستاذة جامعية للشعر الإنجليزي والكتابة الإبداعية creative writing في جامعة ييل Yaleالأمريكية. تميّزت هذه الشاعرة والأكاديمية عن غيرها من الشعراء وتحديدا في هذه الظروف كما جاء على حد قول فريق التحكيم في الأكاديمية السويدية بصوتها الشاعري الرفيع الذي يُضفي بجماله المجرد طابعًا على الوجود الفردي. عُرفت غلوك بقصائدها المتميزة بدقة اللغة والقافية الحرة التي تعتمد على التكرار المستوحاة من الأحداث الشخصية في حياتها اليومية، كما أنها اهتمت بتجسيد الطبيعة وجمالها مركزة بذلك على مواضيع الطفولة والحياة العائلية والحزن والعائلة النابعة من الأساطير اليونانية القديمة بعيدا عن الهوية والعرق والدين. كما عُرفت أشعارها بمهارة ابتكار الصورة الصادقة وتحقيق نقلات نوعية وقطع السطر الشعري بطريقة تشكيلية مدروسة ايقاعيّا في مستوى الصوت(الفونيم) والمقطع النّبري والكلمة المفردة وهذا ما منحها قوة الثِقل الفلسفي في تناولها لموضوعات الموت والحرية والحب والطبيعة والموسيقى والموت. ولكن هل سيأتي اليوم الذي تُقيِّم فيه الأكاديمية السويدية حساباتها وتكون حرة ونزيهة مجردة من التبعية مبنيةً على أسس الجودة والكفاءة وتلتفت بذلك إلى أجناس الأدب العربي وخاصة الشعر وتُوليه قراءةً تحليلية ونقدية وأسلوبية لتُكرّم أولئك الجَمع من الشعراء الذين كتبوا للإنسانية والحرية والطفولة وتغنُّوا بالطبيعة وجمالها؟؟ لست متفائلا..