فلسطين أون لاين

ما أجمل المطر!

المطرُ جميلٌ بحباتهِ ورائحتهِ . كلمة مطر تُعطيكَ الاحساس بمزيدٍ من المشاعر والرقة والشفافية وهي تعني السخاء والأمل بربيع متجدد يجعل الحياة أكثر اشراقا وجمالا , استلهم الشعراء منه التعبير عن أحاسيسهم في قصائدهم عن الحب والجمال والعطاء . المطر نعمةٌ من نِعَم الله , لكن مطر غزةَ يُذكرني بالنشيج في قصيدة " أنشودة المطر " لبدر شاكر السياب الشاعر البصري المعروف , الذي اتخذ من المطر رمزا واسعا قادرا على حمْل هواجس النفس الإنسانية ...

مطرْ...

مطرْ...

مطرْ...

تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ

تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثِقالْ.

كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينامْ:

بأنّ أمّه ـ التي أفاق منذ عامْ

فلم يجدها، ثمّ حين لجّ في السؤالْ

قالوا له: (بعد غدٍ تعودْ .. )

لا بدّ أن تعودْ.

 

أصيح بالخليج: (يا خليجْ

يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى!)

فيرجعُ الصّدى

كأنه النشيجْ:

(يا خليج

يا واهب المحار والردى .. )

مطرْ...

مطرْ...

مطرْ...

في كل قطرةٍ من المطرْ

حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ.

وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراةْ

وكلّ قطرةٍ تُراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسم جديدْ

أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياةْ!

ويهطل المطرْ.. . *.

نُحبُ المطر ما استطعنا ونتفاءلُ به كثيرا , لكننا لا نسعد بتبعاته ونتائجه الكارثية على المواطن في غزة , من تدمير للطرقات المهترئة والممتلكات المتواضعة بسبب قِلة الإمكانات وضعفها التي خلفتها الحروب المتتالية والحصار الظالم والانقسام البغيض .

بنية غزة وأهلها يا سادة تحتاج إلى تضافر الجهود وشحذ الهمم وتوحيد الصفوف وإنهاء الانقسام و تقبُّل الآخر وتكاتف الأيدي. عسى الانتخابات ( إن تمّت ) أن تساهم في رأب الصدع وجبر الخواطر.

مطر ... مطر ... مطر ...

* الأبيات الشعرية مختارة من قصيدة "أنشودة المطر" لبدر شاكر السياب.