ببراءة الأطفال تتساءل غزة إذا كانت على بال رئيس وزراء السلطة محمد اشتية، وهو يسرد قائمة استعدادات حكومته للشتاء القادم الذي حذر من أنه سوف يكون شتاءً صعبًا علينا جميعا.
أعلن اشتية أنه يستعد لتوظيف مئات الأطباء والممرضين وموظفي الخدمات الصحية والطبية، وسيزيد من أسرَّة العناية المكثفة وأجهزة التنفس، ومراكز العلاج والفحص والمختبرات.
فهل لغزة المحاصرة، والمعاقبة، والفقيرة نصيب من هذه الوعود، ومن هذه الوظائف، ومن هذه الاستعدادات، في ظل حوارات المصالحة الماراثونية، أم أن هذه الوعود قاصرة على الضفة المحتلة؟!
بشر اشتية ببداية النهاية لأزمة الكهرباء قبل حلول الشتاء القادم في الضفة المحتلة، بعد أن افتتح محطة صرة بما يخدم شمال الضفة الغربية، وافتتاح محطة قلنديا خلال أيام وتليها محطة بيت أولا في الخليل، فماذا عن غزة يا سيادة رئيس الوزراء؟!
وهل لغزة نصيب من حلول أزمة الكهرباء المزمنة، أم أن موازنات السلطة قاصرة على الضفة في حين غزة بنت الضرة؟!
لسنا أبناء البطة السوداء يا سيادة رئيس الوزراء، فلغزة حق مستحق من موارد السلطة، فهي جزء لا يتجزأ من الوطن.
فليس من المعقول أن تتضمن خطط حكومتكم حلولا لأزمات الكهرباء ولإصلاح قطاع المياه ومأسسة هذا القطاع، ومشاريع للصرف الصحي بقيمة 57 مليون دولار، ومشاريع أخرى موازية بقيمة إجمالية تصل إلى 70 مليون دولار، ودعما لمشافي في مدينة القدس وقروضا لمستشفى المقاصد بقيمة 45 مليون شيكل، وخططا لتوظيف الأطباء والممرضين وموظفي الخدمات الصحية والطبية، وزيادة أسرة العناية المكثفة وأجهزة التنفس، ومراكز العلاج والفحص والمختبرات، في حين لا نجد لغزة التي تعيش ظروفا صعبة، من حصار وضغوط مكاناً في خطط حكومتكم.
لشعبنا في غزة تاريخ نضالي ممتد، وما زال مستمرا، فهي جزء من شعب الجبارين الذي طالما افتخر به الراحل أبو عمار.
فلا تُضيعوا وصية الختيار، فنحن بعد توفيق الله تعالى، ثم بوحدتنا وبوحدتنا فقط، قادرون على اجتياز الحصار، واجتياز الأزمات، والخروج أقوى بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، فهلا جسدت خطط حكومتكم الوحدة وأنهت الانقسام عمليا على الأرض، قبل توقيعه على الورق؟!