فلسطين أون لاين

أيها اللاجئون.. متى ستغضبون؟

مع أن مفوّض الوكالة فيليب لازاريني ومدير "أونروا" في غزة "ماتياس شمالي" على اطلاع بما يعانيه قطاع غزة من حصار وجوع وبطالة وارتفاع نسبة الفقر الشديد نتيجة لجائحة كورونا، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهد للإيفاء بمتطلبات 1,4 مليون لاجئ فلسطيني في قطاع غزة لتقديم الخدمات الضرورية المعهودة من تعليم وصحة، وصحة البيئة والسلة الغذائية، فإنهم لا يقومون بواجباتهم ولا يؤدون ما عليهم من حقوق مكفولة بقرارات الأمم المتحدة أرفع هيئة دولية أممية تجاه مجتمع اللاجئين.

المتابع لأداء إدارة وكالة أونروا في غزة منذ سنوات مضت يلحظ بوضوح انحدار مؤشر الأداء وصولًا إلى القاع ربما في هذه الحقبة، لتساهم جائحة كورونا في قطاع غزة في كشف المستور من عجز وعدم جهوزية إدارة الوكالة بمختلف برامجها لا العادية ولا الطارئة للتعاطي مع الجائحة، على خلاف ما أوهمت به الأونروا مجتمع اللاجئين قبل.

ورغم عدم جهوزية الأونروا في غزة للتعامل مع تداعيات الجائحة، فإن إدارة الأونروا لم تلتفت حتى للمطالبات المتكررة ولحث الإدارة على التحرّك من مجتمع اللاجئين، الأمر الذي يسجل كإخفاق مدوٍّ لإدارة الأونروا ومديرها في التعاطي مع هذا الاختبار المهم.

فإلى متى سيبقى مجتمع اللاجئين ومن يمثلهم يراوحون في مربع المطالبة والمناشدة لتلبية حقوق اللاجئين المكفولة بقرارات الأمم المتحدة أرفع هيئة دولية أممية..!!.

وهل ستمثل محاولات مدير عمليات الأونروا في غزة لتقليص الحصّة الغذائيّة، التي ستحرم عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة من قوتهم، وستهدد نحو 120 موظفا في مصدر رزقهم، هل ستمثل القشة التي ستقصم ظهر البعير، لجهة انتفاض اللاجئين في وجه الإدارة الفاشلة الحالية للأونروا، التي لم يعد هناك شك أنها تنفذ مخطط تجويع وإفقار، يتكامل ويتقاطع مع مخططات وممارسات العدو لحصار وإفقار وتجويع وتركيع غزة والمتواصل منذ أكثر من 14 عاما..!!.

آن لجماهير اللاجئين قرع أجراس الغضب، وان يطلقوا العنان لعاصفة الاحتجاج من جموع اللاجئين الفقراء المهددة لقمة إغاثتهم بالضياع، فما لم يتم التعاطي الايجابي والجدّي مع متطلبات اللاجئين واحتياجاتهم والبعد عن السياسة السلبية ذات الرفض المتكرر وحصر التفكير فقط من الإدارة ومديرها باتجاه التقليص وتدوير الأزمات على حساب اللاجئين الفقراء، فعلى اللاجئين أخذ زمام المبادرة لطرد هذه الادارة الفاشلة من الأونروا أسوة بساحات أخرى قامت بذلك ونجحت فيه.

إن تقليص الحصة الغذائية من خلال إلغاء الكابونة الصفراء وتوحيد صرف السلة الغذائية للعائلات دون تمييز أو دون مسح اجتماعي، هو استمرار لمسلسل التقليص للحصة الغذائية للعائلات الأكثر فقراً وذات العدد الكبير، علاوة على حرمان عشرات آلاف الأسر الفقيرة من السلة الغذائية ذات الدخل المحدود، وهي محاولة تجويع علني وسافر للاجئين، وكأن اللاجئين طلاب طعام، وليسوا طلاب حرية وعودة.

وإلا فما هو تفسير إدارة الأونروا للامتناع عن إضافة المواليد والأزواج الجدد، لضمان حصولهم على مستحقاتهم من السلة الغذائية والخدمات الأخرى وفقاً للنظام المعمول به !!.

ايها اللاجئون يجب أن تطالبوا بإعادة التقييم والمسح الاجتماعي لصالح توسيع حجم التوزيع على اللاجئين وشمل عشرات آلاف الأسر الذين بات خط الفقر يلتف كالمشنقة حول رقابهم، لقائمة المستفيدين من مساعدات الأونروا، وعدم السماح بالإقدام على حرمان آلاف الأسر وخاصة من الموظفين ذوي الرواتب المحدودة من السلة الغذائية.

بالإضافة للإصرار على تعيين مزيد من عمال البطالة، والعمل على تثبيتهم بشكلٍ دائم، وتعويض العمال بدل التقاعد، للحيلولة دون تراكم النفايات، في مُخيّم كالشاطئ مثلا الذي يبلغ عدد عمل النظافة فيه 7 فقط، أي عامل واحد لكل عشرة آلاف لاجئ.!!.

وفي الوقت الذي انهت فيه المدارس الحكومية توزيع الكتب المدرسية على الطلاب، ما زالت الأونروا تماطل وتناور وتؤجل توزيع الكتب على طلابها من اللاجئين، بالتزامن مع تعطيل خطة التعليم الإلكتروني، ما يهدد العام الدراسي الحالي بالفشل.

ناهيك عن عدم كفاية معلمي الشواغر واليومي في ظل جائحة كورونا"، فضلا عن عجز الأذنة في المدارس عن القيام بدور التنظيف والتعقيم الذي تفرضه متطلبات الجائحة، ما يفرض على الأونروا تعيين عمال بطالة جدد على بند البطالة أو أي بند آخر، فهل تفعل وهي لم تعين عمال بطالة للمساهمة في تسليم المساعدات الغذائية للمستفيدين مؤخرا، واستعانت عوضا عن ذلك بمعلمين متطوعين!!.

ففي الوقت الذي فتح فيه مدير عمليات الأونروا في الضفة الغربية مراكز للحجر الصحي، وفتح العيادات الصحية، وعين المئات من الكوادر الطبية لمواجهة الجائحة، لم تقم ادارة الأونروا في غزة حتى بفحص موظفيها من فيروس كورونا، وأغلقت عيادات الأسنان والمختبر، وقلصت التحويلات الطبية، ولم توفر مراكز للحجر الصحي للاجئين، ولم توفر أجهزة التنفس الاصطناعي لمن يتعرّض للخطر من الاصابة بالفيروس، ولم توفر حتى مواد تنظيف ومعقمات للمحجورين في البيوت.

أعتقد ومن خلال مراقبة سلوك مدير عمليات الأونروا ماتياس شمالي على مدار الثلاث سنوات الماضية، أن شمالي لن يستجيب للنداءات المتكررة، ولن يتعاطى بإيجابية مع واقع اللاجئين الصعب، ببساطة لأنه تخلى عن مهمته الانسانية لصالح مهمته السياسية التي ينفذها، في اكمال حلقات الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، وفي القلب منهم أكثر من مليون وستمائة ألف لاجئ في غزة، فهل ستغضبون؟!!