فلسطين أون لاين

مدينة الخليل.. فريسةٌ بين فكَّي الاحتلال وجائحة "كورونا"

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ نور الدين صالح:

تتعرض مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة لهجمة إسرائيلية غير مسبوقة، من اعتداءات للمستوطنين على المواطنين، وتوسع استيطاني في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية، تتزامن مع تفشي جائحة فيروس كورونا، حيث كان عدد الإصابات فيها الأعلى منذ تفشيه.

ويبدو أن الاحتلال لديه ضوء أخضر بممارساته الإجرامية ضد المواطنين والاستيطان، حيث أقرّ ما يُسمى بقائد المنطقة الجنوبية في الضفة الغربية السيطرة على 17 موقعاً في الخليل ضمن المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، في حين أقام أحد المستوطنين أمس، خيمة في إحدى أراضي المواطنين شرق يطا، إضافة إلى عشرات الانتهاكات، وفق منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور.

في حين أعلن مدير صحة جنوب الخليل عفيف عطاونة في تصريح له أمس، أن محافظة الخليل سجّلت 17 ألف إصابة بفيروس كورونا منذ ظهور الوباء، من بينها 1150 حالة نشطة إضافة إلى 166 حالة وفاة.

وأكد الجبور في اتصال هاتفي لصحيفة "فلسطين" أن الخليل تتعرض لهجمة شرسة تمارسها عصابات المستوطنين ضد المواطنين في محافظة الخليل، وخاصة المناطق الجنوبية منها، موضحًا أن ما تقوم به هذه العصابات من عمليات توسع استيطاني تكون على حساب أراضي المواطنين القريبة من المستوطنات الإسرائيلية خاصة الواقة شرق مدينة يطا.

ونبه إلى أن حكومة الاحتلال تعطي الضوء الأخضر للمستوطنين للقيام بتلك الانتهاكات والهجمات بحماية من جيشه، لافتاً إلى أنه في حال قدّم مواطن فلسطيني شكوى تبقى قيد النسيان، وعكس ذلك مع المستوطن الذي يدّعي كذباً بتعرضه للاعتداء.

وأفاد بأن أحد المستوطنين أقام بمفرده خيمة في المنطقة الواقعة شمال شرق يطا على أراضٍ لعائلة برقان، إضافة لاعتداء عصابات المستوطنين على مجموعة من رعاة الأغنام في المنطقة ذاتها، منبهًا إلى أن الخليل تتعرض لمثل هذه الاعتداءات بشكل شبه يومي.

وذكر الجبور أن عدد المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي المواطنين في مدينة الخليل بلغ 25 مستوطنة، مطالبا الشعب الفلسطيني وفصائل العمل الوطني والإسلامي، بضرورة التوحد والوقوف صفاً واحداً إلى جانب بعضهم البعض، لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية والخطر الذي يتهدد البشر والشجر والحجر في مدينة الخليل.

مؤشر خطر

إلى ذلك، قال مدير مستشفى دورا الحكومي في الخليل والمخصص لعلاج مرضى كورونا د. محمد ربعي، إن مؤشر الإصابات بفيروس كورونا يأخذ منحنى خطراً، في ظل تزايد أعداد الإصابات منذ بداية الجائحة.

وأوضح ربعي لـ"فلسطين" أن الإصابات لا تزال تنتشر بشكل كبير في مدينة الخليل، حيث تُعد من أعلى محافظات الضفة من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا.

ونبّه إلى أن محافظة الخليل تشهد ارتفاعا في أعداد الإصابات التي تُصاب بالانتكاسة خلال الفترة الحالية، والتي تعاني من مضاعفات شديدة وتحتاج إلى عناية مكثفة وأحيانا لأجهزة تنفس اصطناعي، مرجعاً سبب ذلك إلى أن بعض الحالات تعالج في البيوت أو المراكز الطبية الخاصة.

وأشار إلى توقف إجراء الفحوصات لنسب عالية من المواطنين، حيث يقتصر إجراء الفحص لمن تظهر عليهم أعراض شديدة، أما المخالطين فلا يتم إجراء فحوصات لهم.

وبيّن أن سبب تقليص الفحوصات يعود لتغيير البرتوكول الذي وضعته وزارة الصحة، والذي ينص على إجراء فحص واحد فقط للمريض، وعدم إجراء فحص آخر للتأكد من زوال الفيروس من عدمه.

وأفاد بأن مستشفى دورا يضم 25 مصاباً بفيروس كورونا، منهم 10 مصابين يرقدون في العناية المكثفة، و4 على أجهزة التنفس الاصطناعي.