فلسطين أون لاين

الانتخابات المتتالية والفيتو العربي

من الناحية العملية لم يجد جديد على أرض الواقع كانعكاس للتقارب بين حركتي حماس وفتح، وإحداث تغيير ملموس أمر لا بد منه حتى يرتفع منسوب الأمل لدى المواطنين وتتعزز ثقتهم بإمكانية إنجاز المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية قريبا.

في اليومين الأخيرين وعندما تذكر الانتخابات يغيب الحديث عن انتخابات المجلس الوطني من جانب مسئولين في السلطة الفلسطينية، ويتم الإشارة إلى أن انتخابات المجلس التشريعي هي جزء من انتخابات المجلس الوطني. نعلم انه تم الاتفاق على إجراء الانتخابات بشكل متتالٍ؛ انتخابات تشريعية ثم رئاسية ثم مجلس وطني، ولكننا لم نفهم لماذا تم الاتفاق عليها بهذا الشكل ولم تكن بالتوازي، أي أن تتم جميعها في وقت واحد. البعض لديه هواجس بأن هذه الآلية تعطي الفرصة لمنظمة التحرير لمراجعة نفسها إن كانت ستنتقل إلى انتخابات الرئاسة والوطني بعد التشريعي أم أنها ستتوقف عند التشريعي وقد يصار إلى تعطيله مرة ثانية في حال لم تكن النتائج لصالح منظمة التحرير الفلسطينية.

نظام الانتخابات المقرر وهو نظام القوائم والنسبية الكاملة لا يعطي المجال لأي فصيل لسيطرة مطلقة على المجلس التشريعي، ولكن هذا لا يمنع حصول مفاجآت وردات فعل عليها، وبالتالي لا بد من تحصين النتائج قبل الشروع في الانتخابات، وهي الاتفاق بين كافة الفصائل على القبول بنتائج الانتخابات أيا كانت، والاتفاق على أن التتالي لن يعطي الفرصة لتعطيل الانتخابات الرئاسية والمجلس الوطني، وهذا يكون بالإقرار أن المواعيد التي سيحددها المرسوم الرئاسي للانتخابات الرئاسية والمجلس الوطني هي ذاتها مواعيد نهاية صلاحية ما هو قائم قبل الانتخابات، حينها لا يكون هناك شرعية إلا لمن جدد شرعيته بالانتخابات، فإن تعطلت الانتخابات الرئاسية أو المجلس الوطني دون اتفاق مسبق بين فتح وحماس يكون المجلس التشريعي المنتخب هو صاحب الشرعية الوحيد وهو البديل الشرعي عن المجلس الوطني حتى يتم انتخاب مجلس وطني جديد.

هناك تسريبات وربما إشاعات تفيد بأن أطرافا عربية تضع " فيتو" على جهود المصالحة وعلى الاتفاق بين حماس وفتح وعلى إجراء انتخابات خشية من سيطرة حماس، ونحن نقول إن تعطلت الانتخابات مرة أخرى بسبب فيتو عربي أو أجنبي فإن منظمة التحرير تتحمل كامل المسؤولية أمام الشعب الفلسطيني، ولكن كلنا أمل أنها مجرد إشاعات وان القرار الفلسطيني الحر تم اتخاذه لتغيير الواقع الأليم الذي يعيشه شعبنا، وللتصدي للاحتلال الإسرائيلي ولمؤامرات التطبيع العربية ولصفقة القرن.