تعاقب عدد من مدراء عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، على إدارة اقليم غزة، وقد ترك بعضهم أثرا إيجابيا ما يزال يذكر لهم، وما زلوا يحظون بالثناء كلما ذكرت أسماؤهم، وعلى رأس هؤلاء جون كينج، فقد لمس اللاجئون وممثلوهم عمله معهم عن قرب، ومشاركته لأفراحهم وأتراحهم، وعمله بجد على تصفير مشاكلهم، ومحاولة التخفيف من معاناتهم، تطبيقا فعليا لمهمة الأونروا كمنظمة إغاثة أممية لغوث وتشغيل اللاجئين.
لكنَّ في المقابل يصر البعض على ترك أثر سلبي على إدارته للأونروا في غزة، وتمتعض وجوه اللاجئين كلما ذكر اسمه، ومن هؤلاء ماتياس شمالي، الذي شغل سابقا منصب مدير الاونروا في لبنان، الا ان اللاجئين اصروا على طرده منها لقيادته حملة تقليصات في الخدمات والوظائف هناك تطبيقا لأجندات صهيونية، فيما رفضت سوريا استقباله كمدير للأونروا هناك، فمنذ استقبلته غزة وهي تعاني من حملة لا تنتهي من التقليص في الخدمات وفي الوظائف خلافا لسلوك مدراء اقاليم أخرى للأونروا.
ففيما قام غوين لويس مدير عمليات الأونروا في الضفة المحتلة على سبيل المثال بفتح 10 مراكز للعزل الصحي مجهزة بالكامل، ووزع الطرود الغذائية ومواد التعقيم المختلفة على العائلات المحجورة، امتنع ماتياس شمالي عن فتح أي مركز للعزل الصحي، ولم يزود أي من العائلات المحجورة لا بالطرود الغذائية ولا بأي من مواد الوقاية والتعقيم رغم مطالبات اللجان الشعبية له منذ بداية الجائحة.
وفي الوقت الذي وظف فيه مدير عمليات الاونروا في الضفة المزيد من الكوادر الطبية والصحية لمواجهة الجائحة، قام ماتياس شمالي بإنهاء عمل المئات من صناع الجمال على مستوى القطاع ما راكم النفايات في جنبات المخيمات في ظل الجائحة التي كانت تتطلب تكثيف عمليات النظافة والتعقيم.
وفي الوقت الذي فتح فيه غوين ابواب العيادات الصحية التابعة للأونروا في الضفة للمساهمة في مكافحة الفيروس، قام ماتياس شمالي بإغلاقها، وحتى عندما فتحها وخصص ارقام للتواصل معها عن بعد، نشهد ان كثير من هذه الارقام كانت لا تعمل ولا تستجيب لاحد، ما تسبب في تأخر توزيع الأدوية خاصة لحالات المرض المزمن.
ثم ها هو ماتياس شمالي ينصب نفسه بدل المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني ويبشر موظفي الأونروا في غزة بتخفيض الرواتب الى النصف وبتقليصات متعددة اخرى.
الادارة ليست انطباعا بل عملا تدل عليه الوقائع، فلا يهم اللاجئين ما يتركه ماتياس شمالي في نفوس البعض عن إنسانيته وجهوده، بل يهمهم ما يوفره من متطلبات ضرورية للقطاع الإغاثي والتعليمي والصحي في الحقيقة.
وما يهم اللاجئين أن يترجم الصدق الذي يلمسه بعضهم وهو يدافع عن ماتياس شمالي، على العمل وعلى بذل الجهد، وكذلك توخي الحرص على كرامتهم الإنسانية.
المؤامرة التي تتعرض لها وكالة الأونروا، وتقف خلفها أمريكا و"إسرائيل"، بهدف شطب هذه المؤسسة الأممية، وإعدامها من صفحات التاريخ، تنفذ على أيدي أشخاص من داخل الأونروا ولن تنزل من السماء.
فلسطين هي الأرض الجامع للهوية الفلسطينية، وما الأونروا إلا على شاهد على تآمر العالم على تضييعها، واستبدالها ببطاقة اللاجئ، التي تشكل قانونياً وثيقة ومستنداً إنسانياً وسياسياً وشاهداً بالأماكن والصور على وجود قضيتنا ومأساتنا في مخيمات اللجوء والشتات.
لكنها تشكل انسانيا وثيقة وشاهد على تآمر القوى الكبرى على سلب وطن من أصحابه ومنحه لقوم آخرين جلبوهم من مختلف اصقاع الأرض.
فلمن لا يعلم فان ماتياس شمالي ينفذ حملة تقليص للخدمات والوظائف وانسحاب ملحوظ للأونروا من حياة اللاجئين في غزة، ويساهم وعن قصد في اطباق زردات الحصار والافقار على رقاب اللاجئين، بحجة افلاس الأونروا.
فاذا كان ماتياس شمالي كما يقول البعض حريصا على مصالح اللاجئين حقا فلم تم طرده من لبنان، ولم رفضت سوريا استقباله، ولم يتظاهر عليه اللاجئون في غزة باستمرار!!.
إن حجم المؤامرة على الأونروا كبير جداً، ومن يقود اليوم مؤامرة إنهاء عمل الوكالة وشطب قضية اللاجئين والتخلص منهم هي أمريكا عبر أزلامها داخل الأونروا ذاتها، ولكن برغبة وتخطيط صهيوني.
فها هو ماتياس شمالي يبشر جموع اللاجئين بقطع وتقليص المزيد من الرواتب والوظائف والمساعدات في الشهور القادمة، متذرعاً بوقف الدعم من جهات عربية خليجية، بهدف المزيد من تنفيذ سياسات التجويع والتركيع للفلسطينيين، لتمرير "صفقة القرن".
تفهم لعبة المتآمرين الكبار، يفرض علينا كشف أدوار غامضة تلعبها شخصيات دولية كالسيد ماتياس شمالي.
أيها اللاجئون انكم مدعوون اليوم للحفاظ على هويتكم الوطنية، وتحصيل ما تفرضه بطاقة اللاجئ على المنظمة الأممية التي أنشأت أصلا لشراء صمتكم، فالإغاثة والتشغيل هي أبسط حقوقكم كلاجئين وليست منة من الأونروا.