فلسطين أون لاين

ما المصير المحتمل لإضراب الأسرى؟

...
وقفة تضامنية مع الأسرى في رام الله (أ ف ب)
رام الله / غزة - نبيل سنونو

منذ 17 من الشهر الجاري، يضرب نحو 1500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال عن الطعام، ينضم إليهم تباعًا أسرى آخرون، للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، في خطوات متصاعدة تواجهها سلطات الاحتلال بإجراءات قمعية، لكن يبقى التساؤل قائمًا عما ستؤول إليه هذه "المعركة".

ويرى مدير مكتب إعلام الأسرى، عبد الرحمن شديد، أن النهاية والمصير المتوقع لإضراب هؤلاء الأسرى "هو الانتصار على السجان"، مستشهدًا بأن "كل إضراب خاضه الأسرى انتصروا فيه بإرادتهم، وحققوا الحد الأدنى مما يصبون إليه من شروط تحسين الحياة وانتزاع الحقوق المسلوبة منهم".

ويقول شديد، لصحيفة "فلسطين": "لا أتوقع إلا الانتصار، وأسرانا داخل سجون الاحتلال على دراية بمخاطر هذه المعركة، وبالتالي هم خاضوها عن إدراك لكل ما يمكن أن تقوم به إدارة السجون في إطار الحرب النفسية ضدهم".

وصحيح أن الكثير من الأسرى سيتعرضون لمخاطر صحية جراء الإضراب -والكلام لا يزال لشديد- لكن "هذا لا يمنع أن نقول بإيجابية كبيرة: إن الأسرى سينتصرون في هذه المعركة، وسيحققون جملة من مطالبهم، ولن يعودوا إلا منتصرين".

وأكدت اللجنة الإعلامية للإضراب، أمس، أن تدهورا صحيا خطيرا طرأ على الوضع الصحي للأسير القيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي، المضرب عن الطعام، لليوم التاسع على التوالي.

ورغم تفاؤله بانتصار الأسرى، يؤكد شديد أن البيئة السياسية الإقليمية والعالمية ليست ملائمة لتحقيق ضغط على حكومة الاحتلال، ويقول: "فلسطينياً بيئتنا السياسية لا تساعد الأسرى في أن نكون شبكة إسناد متلاحمة قوية جدا في مساندتهم نتيجة الانقسام والحصار المفروض على غزة، والتنسيق الأمني الموجود في الضفة الغربية".

لكنه يردف: "ما يمكن أن يكون عزاء لنا، أن قضية الأسرى مُجمع عليها لدى أبناء شعبنا الفلسطيني على الأقل، وبالتالي رأينا وسنرى أن جميع أطياف الشعب الفلسطيني تخرج لمساندة الأسرى بصرف النظر عن الانتماءات (السياسية)، ومَن يخوض الإضراب من هذا الفصيل أو ذاك".

رفض الركوع

ويتفق مدير نادي الأسير في رام الله، عبد العال العناني، مع شديد بأن الانتصار هو حليف جنود وقادة معركة الأمعاء الخاوية.

ويقول العناني، لصحيفة "فلسطين": "الأسرى يخوضون معركة بطولية مطلبية بشكل جماعي، وجاء الإضراب بعد نقض الاحتلال لأغلب إنجازات الحركة الأسيرة على مدار سني الاحتلال".

ويبدي ثقته باستمرار الإضراب، رغم إجراءات الاحتلال التي استبقت المعركة بعزل قيادة الإضراب والمضربين عن الطعام في زنازين عزل انفرادي.

لكن هذا "لم يؤثر في معنويات الأسرى"، بحسب العناني، مبينا أن إجراءات الاحتلال تزيد الأسرى "عزما وتصميما وإرادة على تحقيق مطالبهم".

وينبه على أن هذا الإضراب "ليس رغبة في الجوع والمعاناة والألم، بل هو لرفض الخنوع والركوع، بالتالي هناك ارتفاع ملحوظ في عدد الأسرى الذين يلتحقون بالإضراب المفتوح عن الطعام، من سجون مختلفة، من سجن مجدو السبت الماضي، وسجن ريمون أول من أمس، وهكذا دواليك".

وهذه المعركة وضعت (إسرائيل) بكل أجهزتها في حالة إرباك في التعامل مع هذا الإضراب وتداعياته في الخارج، وفقا للعناني، الذي يشير إلى أن مواجهات اندلعت عند نقاط التماس في أغلب المحافظات في الضفة الغربية وهذا يجعل الاحتلال يتحسب لأيام أكثر سخونة مع تواصل الإضراب، وفقاً لتقديرات أجهزة استخبارات الاحتلال.

ويلفت مدير نادي الأسير إلى أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراءه "العنصرية والمعادية للأسرى، متوقعة وتجعل كل السيناريوهات مفتوحة (...) وأي إجراء بما في ذلك تطبيق قانون التغذية القسرية لن يجعل الأسرى إلا أكثر إصرارا وعزما على انتزاع حقوقهم".

وكان وزير المواصلات في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، دعا عبر حسابه في موقع "تويتر"، عقب بدء الإضراب، إلى تطبيق الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين.

ومنذ عام 1967، شهدت سجون الاحتلال إضرابات عدة. وقد نجحت بعض هذه الإضرابات في تحقيق أهدافها، بينما التفّ الاحتلال على بعضها الآخر أو تراجع عما قطعه من وعود في أعقابها.

وشدد العناني، على ضرورة إبراز قضية الأسرى بكل أبعادها الأخلاقية والوطنية والإنسانية على كل المستويات، مبينا أن هذا يقع على عاتق القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، والمؤسسات الحقوقية، والفصائل.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أزيد من 6500 أسير فلسطيني، منهم ألف حالة مرضية، و450 طفلًا، و700 معتقل إداري، و57 امرأة، و30 جريحًا بالرصاص الحي.