فلسطين أون لاين

​صابون نابلسي بالزيت المقدّس

...
غزة - هدى الدلو

قبل أكثر من ثلاثة أعوام كانت قد اتخذت قرارًا مفاده استخدام مواد التنظيف الطبيعية بدلًا من الكيماوية التي اكتسحت الأسواق، وخاصة بعدما أصيب بعض أقاربها بأمراض جلدية نتيجة الاستخدام الدائم لهذه المنتجات، ولكن للأسف لم تجد ما تبحث عنه فما هو موجود قديم وبحاجة إلى التطوير ليواكب المنتجات الأخرى، ومن هنا تبلورت الفكرة بإنتاج منتج طبيعي ويكون موروثا ماليا وثقافيا معروفا ومشهورا بفلسطين إلى جانب أن يكون علاجا تجميليا من مواد متوفرة في فلسطين..

ختام سميح سليمان، دارسة الدبلوم في خدمة المجتمع، من بلدة بيتا بمحافظة نابلس أسست شركة بيت التراث الفلسطيني لصناعة الصابون من زيت الزيتون الخالص بأصنافه المتعددة، وجودة منتجها ساعدتها في تصديره إلى السعودية والبحرين والامارات وكندا وغيرها من الدول.

صديقة للبيئة

لم تدرس مجال الاقتصاد ولا الكيمياء، ورغم ذلك لم تبال في عمل مشروع يبعد كل البعد عن مجال دراستها، فقد قررت الخوض في هذا المجال بتحدٍ عالٍ من خلال التحاقها بدورات مهنية وعملية، إلى جانب التجارب التعليمية التي عززت من معرفتها.

وقالت سليمان: "فقد كان من أسباب توجهي لصناعة الصابون الطبيعي في الآونة الأخيرة العمل على زيادة الوعي بالتوجه نحو استخدام المنتج الطبيعي الخالي من المواد الكيماوية، والعمل على تطويره بشكل صابون سائل".

ومن هذه القرية الفلسطينية المشتهرة ببساتين أشجار الزيتون، لتقطف منها أجود حباتها لتستخلص منها زيت الزيتون الطبيعي الذي تستخدمه في صناعة منتجاتها، كما وتقوم بتوفير منتجات عضوية عالية الجودة وصديقة للبيئة دون أي اضافات كيماوية للعناية بالنظافة الشخصية والبشرة بكافة الأشكال والأحجام، والروائح العطرية المميزة، والأعشاب الطبية.

وأشارت سليمان إلى أن زيت الزيتون هو المورد الرئيسي في صناعة المنتجات، إلى جانب استخدامها للماء المقطر والزيوت العطرية المستخلصة من الأعشاب والزهور الطبيعية، مضيفة " واختيار إنتاج الصابون من زيت الزيتون له مدلولات غير الاقتصادية والربحية تتمثل بالحفاظ على الموروث الفلسطيني، والاستمرار بابتكار المزيد من المنتجات لتحقيق رغبات أذواق المستهلكين المحليين والخارجيين".

منتج وطني 100%

وتسعى من خلال هذا المشروع إلى تحقيق عدة أهداف، تتمثل في التمكين الاجتماعي والاقتصادي وهو هدف رئيسي وشخصي، والمساعدة في توفير فرص عمل للعديد من السيدات، بالإضافة إلى رفع المستوى الاقتصادي لسيدات القرية، واستغلال منتج زيت الزيتون المتوفر في القرية، ومساعده المزارعين على بيع المنتجات.

وتابعت سليمان حديثها: "فالماكنات التي تتم فيها صناعة هذه المنتجات هي صناعة محلية وبأفكاري، وتم تصنيعها وفق احتياجي فقد تم تطبيقها بأيدٍ فلسطينية"، فلم تقم باستيراد ماكنات من الخارج، والهدف من ذلك أن يكون المنتج من الألف إلى الياء مصنعا بماكنات ومواد فلسطينية، فهو منتج وطني 100%.

وصناعتها للصابون بشكل جميل وجذاب جعلها تلقى إقبالا بمستوى "جيد" في الآونة الأخيرة من قبل من يبحثون عن المواد الطبيعية الخالية من الكيماويات، كما أن هناك إقبالا من قبل الأسواق الخارجية رغم ارتفاع ثمن هذه المنتجات، إلا أنهم ينظرون للقيمة المضافة للمنتج بسبب ما يتعرضون له من مشاكل بعد استعمال المواد الكيماوية.

وبزيت الأراضي المقدسة استطاعت سليمان من خلال تصنيعها للمنتج بأسلوب يدوي بامتياز وعلى الطريقة الباردة أن تنوع في منتجاتها فمنها ما هو تجميلي، وعلاجي وعناية بالبشرة، فتمكنت من تعزيزها لثقافة الصابون النابلسي المعروف منذ القدم والذي كان بأمس الحاجة إلى التعزيز والتطوير.

وأفصحت سليمان من خلال هذا المشروع بتوفر فرص عمل بشكل دائم لأربع سيدات، و17 سيدة بنظام متقطع وفق الحاجة، حيث يتم تغليف المنتج بأيدي نساء من البلدة والقرى المجاورة ويتمتعن بكفاءة وخبرة.

طموحات وعقبات

ومن أبرز العقبات التي تواجهها: ارتفاع سعر زيت الزيتون في فلسطين، وهذا يزيد سعر التكلفة، ووجود منتجات مستوردة وإسرائيلية وبأسعار أقل، إلى جانب أن العامل الاقتصادي في البلد له دور كبير في التسويق، أكملت حديثها: "كما تتسم توجهات الزبائن المستهدفين داخليًا بالحصول على المنتج وبأقل الأسعار، بينما تمتاز شريحة الزبائن المستهدفين خارجيًا بالتركيز على القيمة المضافة من استخدام المنتجات الطبيعية العضوية وفائدتها بعناية الجسم، حيث تمتاز هذه النوعية من المنتجات بالقدرة على تسويقها بأسعار عالية، ففي هذه الحالة يرتبط السعر بجودة المنتج ودرجة احتوائه على المواد الطبيعية".

وتطمح سليمان أن تصبح منتجاتها معروفة في أغلب الدول العربية والأجنبية، والعمل على تكبير وتطوير الشركة وفتح فروع أخرى ونقاط بيع بكل المحافظات، وتسعى خلال السنوات المقبلة إلى تحقيق سمعة وعلامة تجارية مسجلة لمنتوجاتها، والحصول على شهاده الأيزو العالمية، وزيادة عدد العاملات والموظفات، والدخول لمنتجات جديده طبيعية كشامبو الأطفال الطبيعي، والكريمات الطبيعية الآمنة على البشرة.