إلى أمي التي أبعدوني عنها قسرًا
إليكِ يا ندبة القلب، وسكون النفس، ورعشة الجسد، وطمأنينة الروح
إلى موطن الأعراب، وملجأ الأغراب، وسكن الأحباب
إليكِ يا أزهى بلاد، وأعرق أرض، وأقدس عاصمة
إليكِ يا قدس..
حين حاولت أن أعود إلى دفء يديك، وأن أحتضن حفنة من ترابك، وقف أمامي الكثير، منعني جنود الاحتلال الذي لا يعرف إلا الحرب، والقتل، والدماء، منعتني الحدود التي فصلت جسدي عن روحي قبل أن تقسم البلاد، منعني دخان البارود أن أستشق عبق طهرك، لكنه لن يمنعني من مخاطبتك على ورق من دم وورد.
كبرتُ يا عاصمة قلبي بعيدة عنك جسدًا، لا روحًا، بعيدة عن عيني، لكنك في قلبي، بعيدة عن لمس ملامحك القدسية لكنك أول الحاضرين في أحاديثي، امتزجت حروفي المتوهجة نورًا مع نيران مدافعهم، وكلماتي المعزوفة على أوتار الحب مع أصوات القذائف، وقصائدي أكتبها على ورق ورد حتى إذا عانقتك يومًا تمطر عيوننا دمعًا لتغسل أرواحنا بماء الورد، لتفوح من بين ثنايا قلبينا، لتصل إلى أبعد طريق فيك، إلى ذاك المقعد المنسي، إلى الشخص الحزين لتملأ صدره وليعلم أننا عدنا، عدنا إلى الموطن المقدس، عدنا إليكِ يا قدس.