شكاوى كثيرة على ألسن بعض الأزواج عنوانها التعاسة التي يشعر بها أحدهم بسبب ذلك السلوك الغريب والمتلازم لشخصية الآخر ألا وهو النكد.
النكد والغم والسلبية التي يمارسها بعض الأزواج في بيته كالصراخ الدائم أو إفساد أي لحظة جميلة أو ضرب الأولاد بلحظات دخول الزوج وفتح مواضيع خلافية وأسئلة مزعجة لحظة الراحة أو عند تناول الطعام أو الخلود للنوم، وكثير من مظاهر النكد والغم يمارسها الأزواج تفقدهم دفء الأسرة وسعادة اللقاء وحميمية العلاقة وجمالها.
هذا النكد الذي قد يمارسه بعض الأزواج لا لشيء إلا لأنه تعود على ذلك فهو لا يجد نفسه إلا بتلك الشخصية الساخطة ذات الكلام المزعج وربما يشعر بالسعادة عند استفزازه الآخر ونزع مشاعر الأمان من قلبه.
سلوكيات تصدر عن بعض الأزواج لا تشير إلا عن شخصية سلبية تحمل الغيرة والشر في قلبها فهي لا تتقن أن يعيش بداخلها معاني الحب والدفء ولم تترعرع على حس إنساني تكون فيه وردة لبث الابتسامة والراحة أينما كان.
الإنسان بشكل عام بكافة علاقاته وأدواره يجب أن يكون أثره طيبًا ويستطيع أن يعمل ويحقق إنجازاته بعون وصحبة من معه بإتقان وراحة وإيجابية.
فما بالنا إن كان الأمر يخص علاقه الأزواج والأسرة، كيف لا وأن الخيرية فينا من كان خيرًا لأهله، وبالتالي حتى نحقق الصحة والسلامة مع أنفسنا وأهلنا، ونكون في عداد الأسوياء من البشر، لا بد أن تتسم معاملاتنا مع أرواحنا بالهدوء والقبول والسعادة والتعاون والاحترام المتبادل والحرص على إسعاد الآخر حتى ننعم بالأفضلية والرضا عن النفس وعن حياتنا ونؤثر بإيجابية أكبر بأولادنا ومستقبلهم ونوجد في علاقاتنا نموذجًا يقتدى ويفتخر به.
ولعل هناك بعض الأسباب والدوافع التي قد تجعل بعض الأزواج يمارس النكد بشكل دائم وتلقائي في حياته كالتنشئة الأسرية القائمة على الأسلوب المزعج في الحديث أو الأسلوب أو الرغبة في الانتقام والتعامل بالند من قبل الأزواج أو غياب الدراية للزوج أو الزوجة في إدارة أسرته وتنظيم علاقته مع زوجه وأبنائه وتقديم الحكمة والروية والذكاء في استحواذ الآخر وتعديل السلوك وربما صدمات ومعاملات سابقة أثرت في شخصية البعض.
ولذلك لكي تكون العلاقة القائمة على السكون الطيب لا المنفّر وعلى الاحترام المتبادل لا التعامل بالضد والعناد، ولكي ننعم بأدوار زوجية جميلة تقوم الزوجة والزوج بدورهما دون إهمال حقوقهما الخاصة أو إهمال واستهانة بمشاعرهما ووجدانهما وتقديم الجوانب المادية للعلاقة والأسرة على الجوانب العاطفية والاجتماعية وغيرهما.
لا بد من وعي أولًا بكل ما ذكر حتى نستطيع أن نعي جيدًا كيف نستغل كل دقيقة من أوقاتنا في تحقيق السعادة ونجنب أنفسنا كل سلوكيات الضجر والنكد ونتخلص من المسببات من تفكير سلبي وصفات مزعجة.
كما أنه لا بد من العمل على الذات في تطويرها وتجنيبها السيئ منها وتطوير مهاراتها واستحضار جوانب ذكائها الوجداني والاجتماعي حتى يستطيع كل زوج أن يتعامل مع زوجه بالطريقة الحسنة ولا يجاري الخطأ بالخطأ والسيئة بالسيئة ويستطيع أن يمتلك قلب الآخر ليكون ماهرًا في تذليل العقبات وكسب القلوب والعقول والعمل على التخلص مما يكدر الأزواج في علاقتهما ولنتحسس دومًا عما يسعد الآخر ونتجنب ما يعكر صفوه، ونركز دومًا على تأصيل لغة الحوار الهادئ والإحساس بالأمان وتبادل عبارات الشكر وتأصيل لغة الجسد بين الأزواج التي تنم عن التقدير وجعل الأسرة والعلاقة الزوجية ملاذًا وجنة كل إنسان فينا يشعر من خلالها بدوره ورسالته وفرحة قلبه.
وبالتالي لا بد من مراعاة تلك الجوانب الوجدانية والمادية والرمزية في علاقة الأزواج دون إهمال ولا مبالاة.
كما أن للتربية دورًا في تبصير الأفراد في كيفية إدارة الحياة وما يجب وما لا يجب مع الحفاظ على ما يميز الزوجة والزوج ليكتمل الدور ويتحقق الجمال والوفاق والوفاء والولاء بينهما وبالتالي نستطيع أن يعين كل منا الآخر بمحبة دون عناد أو حياة تمضي بلا فرح ولا سعادة فضلًا عن تلك الآثار الصحية التي قد تؤثر في الأزواج من قلق واكتئاب وأمراض سيكسوماتية وهذا لا واقي وحافظ منه سوى الحب والتأني والروية والحكمة والإيمان بالدور والرسالة.