لا أريد التسرع والحكم على جهود المصالحة من خلال الكلمات التي القيت في اجتماع الامناء العامين للفصائل، حيث إن الرئيس في كلمته أكد تمسكه بالشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام _رغم انها فتحت الباب على مصراعيه للمطبعين _، وهذه وتلك تتعارضان مع اتفاقية الوفاق الوطني واتفاقية القاهرة، كلمة الرئيس كانت فيها مشاعر طيبه تجاه غزة وحركة حماس ولكن الوحدة الوطنية تحتاج الى مبادئ يتفق الجميع عليها، اما حركة حماس فقد اكدت في كلمتها على تمسكها بكافة الاتفاقات الموقعة سابقا وهذا ما كنا ننتظره من كافة الفصائل وليس فقط من حركه حماس، المصالحة تحتاج الى تطبيق الاتفاقات وليس تمسك كل فصيل بقناعاته الخاصة دون تغيير او تبديل، وكذلك لا تحتاج المصالحة الى افكار جديدة الا اذا كانت ضرورية للمضي قدما.
التعديل الاهم على الاتفاقات السابقة والذي قد تحتاجه الفصائل هو انتخابات المجلس الوطني، وانا استبعد بشكل كبير ان توافق فصائل منظمة التحرير على اجراء انتخابات للمجلس الوطني لأن غالبيتها ستخرج من اللعبة السياسية برمتها وستخسر بعضها الكثير من المواقع ولذلك لا بد ان يكون هناك تقاسم متوافق عليه لمقاعد المجلس الوطني وليس انتخابات، الاصرار على الانتخابات يقلل فرص اتمام المصالحة، وخاصة ان الفصائل الصغيرة لديها مخاوف من هذه اللحظة ولا بد من طمأنتها حتى لا يخرج مثل احمد المجدلاني ليعتبر اجتماع الامناء العامين سخيفا لوجود حكومتين في غزة والضفة ولا ادري من اين جاء بالحكومة الثانية ؟
هناك امر اخر لا بد ان ينتبه اليه بعض المنتمين الى التيار الاسلامي، وهو ان المصالحة ضرورة ملحة تخدم مصالح شعبنا وتخدم قطاع غزة ، التشدد والتحريض ضد الرئاسة الفلسطينية بحجة اوسلو او غيرها لا معنى له سوى التمسك بالانقسام، والاختلاف وليس الاتفاق هو الذي يوجب المصالحة، فمن الطبيعي ان تكون هناك خلافات مبدئية بين المتخاصمين ولا بد من الوصول الى قواسم مشتركة حتى تستمر المسيرة وخاصة اننا كلنا ابناء شعب واحد وقضيتنا واحدة، والانقسام لا يخدم قضيتنا بل يخدم العدو الاسرائيلي والمتربصين بشعبنا، ولذلك لا بد من منح فرصة لجهود المصالحة حتى تتضح النوايا دون شكوك.