ينظر الإسرائيليون لهجمات الطعن الأخيرة باعتبارها ناجحة، رغم أنها تمثل قطرة في محيط، لكن نجاح هجوم واحد، كفيل بإيقاظ المزيد من "المقلدين" الفلسطينيين الذين سيحاولون تنفيذ الهجمات ضد الإسرائيليين.
أثارت عملية الطعن الأخيرة في بتاح تكفا ردود فعل الكثيرين في المنظومتين السياسية والأمنية الإسرائيليتين، فهذه العمليات المعزولة غير المدرجة في أدراج الشاباك تعتبر مشكلة استخباراتية، لأنهم بعد عملية أو اثنتين قد يصحون على نمط متبع من هذه العمليات، وقابلة للتقليد.
من وجهة نظر الأمن الإسرائيلي، فأي هجوم من هذا القبيل خطير للغاية، خاصة حين يسقط قتيل إسرائيلي، مع أن الأمن الإسرائيلي يخوض مع المقاومة الفلسطينية، خاصة بالضفة الغربية، حرباً لا تصل تفاصيلها للإعلام، وبالتالي فإن عملية الطعن لم تقع في ظل وضع أمني هادئ، بل بقيت المخاوف من حصول هجمات مفاجئة كما حدث في بتاح تكفا.
يتحدث الإسرائيليون بصورة غير رسمية أن أجهزتهم الأمنية تحبط 400-700 هجوم في السنة أعد لها الفلسطينيون، صحيح أن الهجومين الأخيرين الناجحين "نقطة في محيط"، لكنهما خطيران للغاية، وإن مصدر القلق الإسرائيلي يعود إلى أن هذه العمليات المفاجئة لا ترتبط بوجود بنية تحتية عسكرية، من أجل التخطيط المبكر لها، فنحن أمام فلسطيني استيقظ في الصباح، وقرر أن يطعن يهوديا، وبمفرده، دون مساعدة من أحد، هنا الخوف الإسرائيلي الحقيقي، لأنه يصبح مصدر إلهام للمقلدين.
يرسم ضباط الأمن الإسرائيلي هذا السيناريو المخيف: حالما تنجح إحدى الهجمات الفلسطينية، ويدرك أحدهم أن فلسطينيا ما طعن يهودياً، وقتله، سيقول في نفسه: "دعونا نكرر ما قام به"، مع أننا نتحدث عن مئات الهجمات المسلحة التي يتم إحباطها كل عام.
الثغرة الأهم التي قد يتسلل منها منفذو العمليات، وفق التقدير الإسرائيلي، هم العمال الفلسطينيون، الذين يقفون في طوابير طويلة كي يذهبوا للعمل في إسرائيل، وفي الوقت ذاته هناك ثغرات على طول جدار الفصل العنصري بأكمله في الضفة الغربية، وهذه ممرات حرة، ناهيك عن الأماكن التي لا يوجد فيها سياج إطلاقا.
نحن نتحدث عن أعداد مهولة بين 50-60 ألف عامل يوميا يدخلون إسرائيل، فضلا عمن ليس لديهم تراخيص أمنية، ولذلك فإن هجوم الطعن في بتاح تكفا الذي قتل حاخاما، نفذه عامل يحمل تصريح عمل منحه إياه جهاز الأمن العام-الشاباك، مما قد يطرح سؤالا حول إعادة فحص من تم منحهم التصاريح، رغم أن ما يخيف المخابرات الإسرائيلية أنها قد تفاجأ ذات صباح على هجوم يجعل من منفذه بطلاً فلسطينيًا بسبب طعنه ليهودي، وفي لحظة واحدة يصبح بطلاً قومياً!