تكررت المواقف السيئة للسيد نيكولاي ملادينوف، وتأكد للجميع أنه يقف ضد مصالح الشعب الفلسطيني ويصطف إلى جانب العدو الإسرائيلي بكل جوارحه، الأصل أنه منسق خاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، ولكن من الواضح أن هدفه هو اختلاق الأعذار والحجج للتغطية على الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي خاصة ضد قطاع غزة، أي أنه يساهم بكل قوة في استمرار الحصار والعقوبات على الشعب الفلسطيني.
أمام مجلس الأمن ادعى ملادينوف أن من أسباب تفاقم الأزمات التي يمر بها القطاع هو استمرار إطلاق البالونات على المدنيين الإسرائيليين، وقد جعل البالونات الحارقة أخطر من الصواريخ والقذائف التي تضرب بها "إسرائيل" قطاع غزة، حيث قال إن البالونات تجاه تجمعات السكان الإسرائيليين انتهاك للقانون الدولي ويجب أن تتوقف فورًا، لكنه لم يقُل إن الحصار والإبادة الجماعية لسكان القطاع تنتهك القانون الدولي، وكذلك لم يقُل إن الضربات الجوية الإسرائيلية لقطاع غزة تمس القانون الدولي. ولكنه لم يكتفِ بمهاجمة سكان قطاع غزة، بل هاجم أيضًا السلطة الفلسطينية وحملها مسؤولية تفاقم الأزمات لأنها أوقفت التنسيق الأمني مع الاحتلال!
ملادينوف يبرر جرائم الاحتلال في غزة ويضع اللوم على البالونات الحارقة، ويبرر جرائم الاحتلال في الضفة ويضع اللوم على وقف التنسيق، هذا رجل فقد كل إحساس بالخجل لأنه يتحدث بلا منطق وهو يعرف ذلك، وكل من يستمع له في مجلس الأمن وخارج مجلس الأمن يعرف أنه منحاز للمحتل الإسرائيلي وفي حالة هذيان.
من الواضح أن المحتل الإسرائيلي ينظر فقط إلى البالونات القادمة من قطاع غزة ولا ينظر إلى الرسائل التي تحملها، ولا إلى الرسائل التي تطلقها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وهذا يعني أن المحتل لم يتعلم من أخطائه لأنه متغطرس ويزيد من غطرسته المواقف والأقوال الغبية التي يسمعها من ملادينوف وغيره.
يبدو أن كسب أصوات المتطرفين الإسرائيليين هو كل ما يهم قادة الاحتلال لتخدمهم في الانتخابات القادمة، ولكن التطرف الإسرائيلي لن يمنح المحتلين الأمن والأمان بل سيجلب لهم الدمار بأشكال لم يعهدوها وبأسرع مما يتوقعون.