من خلال تجربتنا في الضفة الغربية الممتدة لبضعة أشهر رأينا الغالبية لا تلتزم معايير السلامة والوقاية من الإصابة بكوفيد 19 " كورونا"، كما لاحظنا وجود ارتباك حكومي في التعامل مع الوباء، فكان التشدد وحظر التجوال في بداية الامر ثم التسيب الكبير في الشهر الاخير ما ادى الى ارتفاع الاصابات والوفيات بشكل كبير جدا وقد تركزت اكثرها في محافظة الخليل التي تجاوز فيها عدد الاصابات 11 الف مصاب.
قطاع غزة يتميز بكثافة سكانية عالية ونادرة، ولذلك فإن سرعة الانتشار ستكون مضاعفة مقارنة بالضفة وحتى بالنسبة لدول اخرى ان لم يتم التعامل مع الوباء بكل جدية. المطلوب من المواطن ان يأخذ الامور على محمل الجد دون استهتار وعدم مبالاة، وبالمقابل لا بد للجهات المختصة ان تتخذ إجراءات حاسمة وصارمة ضد كل من يخالف التعليمات ويعرض قطاع غزة لمخاطر لا يعلم تداعياتها الا الله عز وجل، حيث ان القطاع الصحي يترنح بدون وباء بسبب الحصار الغاشم الذي تفرضه دولة الاحتلال على غزة.
قال لي صديق اصيب بالمرض وقد ظهرت لديه اعراض صعبة، انه لو علم الناس ما يعانيه مريض كورونا لفروا من اقرب المقربين لهم تفاديا للمرض، ولذلك لا بد من اخذ العبرة قبل ان نمر بتلك التجربة السيئة، وربما ينخدع البعض لان الاغلبية لا تظهر لديها الاعراض، ولكن لا نعلم حتى اللحظة ما هي تطورات المرض في المستقبل في حال الاصابة وعدم ظهور الاعراض، لا يوجد هناك احاطة ومعرفة تامة من قبل منظمة الصحة العالمية والعلماء بهذا الوباء اللعين، لذلك من الأفضل عدم الاستهتار والالتزام التام بتعليمات الوقاية من اجل السلامة الفردية والمقربين وكبار السن والمرضى، ومن اجل عدم تعريض القطاع الصحي للانهيار التام.
في حال رفع نظام تقييد الحركة في قطاع غزة لا بد من الالتزام التام بعدم التجمهر لاي سبب كان وخاصة في المناطق الموبوءة، وكذلك لا بد من الالتزام بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات والحرص على غسل اليدين جيدا بعد الاختلاط بالآخرين او لمس أي شيء خارج المنزل، حيث ان لمس باب سيارة او مفتاح كهرباء او مصعد او حتى مجرد رفع علبة في سوبر ماركت قد يكون سببا في نقل العدوى ونشر الوباء، والكلام في هذا المجال لا ينتهي ولا بد من مداومة الاطلاع على سبل الوقاية من المرض وتحمل المسؤولية الوطنية ونتمنى السلامة للجميع.