ابن اليهودية اسم يمكن أن ينطبق على كل من ينفذ سياسات العدو أو يحقق مصالحه، وليس مقتصرًا على من ولد من رحم يهودية، فاليهود ينقسمون طبقًا لعقيدتهم إلى درجات، أعلاهم درجة هو من ولد لأب وأم يهوديين، وأدناهم منزلة هو من ولد لأب يهودي وأم غير يهودية.
فيا أبناء اليهودية الذين تجلسون في بيتي، وتنامون على سريري، وتنظرون من نافذتي، وتتنسمون هوائي، وتستظلون في ظل شجرتي، لست في وارد تذكيركم أنكم أخذتم هذه البلاد المقدسة التي حباها الله بالسمن والعسل بالقوة المفرطة، المدعومة من قوى مسيحية متهودة، لتحققوا مصالحهم تحت عناوين ويافطات دينية، تمامًا كما كانت الحروب الصليبية، التي هي في الأصل حروب تجارية استثمارية.
كان وما زال يسكن هذه الأرض أصحابها الفلسطينيون، الذين يعدون ترابها المقدس، المجبول بدماء الصحابة، والتابعين، والمجاهدين، والمرابطين، والفدائيين الثوار، مقدمًا على أموالهم وأولادهم وأرواحهم، ولن يغادرها أصحابها حتى لو نفذتم كل يوم مجزرة، وهدمتم كل يوم ألف بيت.
يا أبناء اليهودية، لن تفيدكم غزوات التطبيع مع الحكومات المتسلطة على شعوب العرب، ولن تصنع هذه الاتفاقات سلامًا لكم أو أمنًا، فإنكم لن تعيشوا في مصر أو الأردن وإن اتخذتموهما وجهتكم السياحية، وإن شربتم ماءها أو سيطرتم على نيلها أو نهر أردنها.
ولن تسكنوا في الإمارات أو البحرين أو غيرهما، وإن حلبتم نفطها وأموالها، وستبقون تعيشون معنا وعلى أرضنا غصبًا وجبرًا، وسيبقى الفلسطيني لا يراكم إلا عدوًّا غاصبًا، طارئًا على هذه الأرض راحلًا لا محالة غدًا أو بعد غد.
يا أبناء اليهودية، إن اتفاقاتكم مع ممالك الأعراب الذين باعوا شرفهم وفرطوا في عرضهم وخانوا أوطانهم، لن تجلب لكم الأمن على أرضنا؛ فنحن من اصطفانا الله (تعالى جل قدره)، للدفاع عن هذه الأرض، فنحن قدركم لا هم، نحن الفئة المنصورة الذين لن يضرنا خذلانهم أو مخالفتهم، وسنبقى صابرين على ما أصابنا من لأواء، ظاهرين بديننا، قاهرين لكم، ننتظر بيقين أمر الله ونصره الموعود.
يا أبناء اليهودية، قد تتفوقون علينا بأسلحتكم، وطائراتكم، وغواصاتكم، وأسلحتكم النووية، قد تظهرون علينا بعددكم وعديدكم، لكنكم ستبقون أوهن من بيت العنكبوت، وسنبقى أقوى منكم بحقنا، ستبقون ضعفاء بعلمكم أنكم لا محالة راحلون زائلون مؤقتون مارون، وسنبقى أقوياء بيقيننا أننا لا محالة منتصرون آيبون عائدون فاتحون ولربنا عابدون.
فقتالكم جهاد، والصبر على أذاكم عبادة، وموتنا في سبيل الله شهادة، محتسبين أجر الرباط وأجر الجهاد وأجر الشهادة.
يا أبناء اليهودية لا مقام لكم على أرضنا، وإن طال بقاؤكم، ولا مستقبل لكم على أرضنا، وإن بنيتم على كل شبر مقبرة، ولا نصر لكم ما دامت أرحام نساؤنا تنجب الثوار، الذين يرضعون العزة والكرامة وحب الجهاد والشهادة مع حليب أمهاتهم.
يا أبناء اليهودية، إنكم في الحقيقة تزرعون لنا، وتبنون لنا، وتعمرون لنا، لأننا حتمًا إلى أرضنا قريبًا عائدون، ولخيراتها وارثون، وعليكم منتصرون، ولدولتكم متبرون.