"مبارك المدام حامل" الجملة التي تجعل كل سيدة تتوقف عن الحركة أو ممارسة الرياضة أو أي شيء آخر؛ خوفًا على صحة الجنين، لكن ماذا عن آلام الظهر التي ستصيبها خلال مراحل الحمل؟، كيف ستواجهها؟
يبين استشاري جراحة العظام والمفاصل د. عدنان البرش أن آلام الظهر عند الحوامل شائعة جدًّا، وتكثر غالبًا في الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل وتمتد إلى ما بعد الولادة بستة أشهر تقريبًا.
ويلفت البرش في حديثه مع "فلسطين" إلى أن الوصفات العلاجية للحامل قليلة جدًّا خوفًا من التأثير على صحة الجنين، إذًا ما الحل لتتغلب المرأة الحامل على آلام الظهر؟، وأساسًا ما سبب هذه الآلام؟
يوضح أن لآلام الظهر أنواعًا، منها: ألم يصيب الظهر وينزل إلى الساقين، وألم يصيب نصف منطقة الحوض ويكون عميقًا، ثم يذهب إلى النواحي الخلفية والجانبية للفخذين، وعادة يظهر مع تقدم أسابيع الحمل، وهو ما تطلق عليه السيدات "تزريرًا" أو أن الأم "زررت"، وألم ليلي عادةً، وهذا تشعر به الحامل عندما تستلقي أو تحاول الاسترخاء.
وأما عن أسبابه فيبين البرش أن هناك تغيرات هرمونية طبيعية بالدرجة الأولى لها تأثير يسبب هذه الآلام، وهناك تغيرات جسمانية نتيجة إفراز جسم الحامل هرمونات تعمل على ارتخاء العضلات حتى تهيئ الجسم لعملية الولادة، وهذه العملية تؤدي إلى آلام أسفل الظهر، ولا تكون المنطقة متماسكة كما تكون في حالة العضلة الطبيعية، لأن الجنين كلما تقدم في التكون زاد وزنه وتغيرت وضعيته في بطن أمه، فهذا كله حمل جديد على الظهر والجسم.
ويلفت إلى أن ما يسبب آلام الظهر أيضًا ممارسة بعض الأنشطة كالمشي والانحناء إلى الأمام وغيرها، كذلك كلما تقدم الحمل وزاد وزن الجنين زاد التوتر والعبء على المفاصل والعضلات والأربطة، تحديدًا عضلات البطن.
وينبه البرش إلى أن هرمونات الحمل لا تؤثر فقط على منطقة الظهر فقط، فقد يصل تأثيرها إلى مفاصل العمود الفقري، وتقل وظيفته في مساعدة الحامل على ممارسة حياتها الطبيعية ممارسة كاملة.
ويقول: "الألم في مفصل الحوض ناتج عن بعض الهرمونات الناتجة عن الحمل التي تتسبب في ارتخاء الأربطة والعضلات المحيطة بهذا الحوض".
أما الآلام في أثناء الليل -كما يقول- وهي تبدأ عندما تستلقي الحامل على الفراش، وتسبب لها أرقًا، لأنها لا تصيبها إلا في الليل، فسببها الأساسي تدفق الأوعية الدموية داخل الحوض وأسفل الظهر في أثناء النوم.
إذًا كيف يمكن للمرأة الحامل أن تقي نفسها هذه الآلام؟، يشير أولًا إلى أن هذه آلام طبيعية، لكن بعض طرق الوقاية والتخفيف يمكن أن تساعد السيدة مثل المحافظة على قوام سليم، وتجنب الوضعيات الخطأ، ووضع وسادة أسفل الظهر إذا جلست الأم مدة طويلة، وتجنب الوقوف مدة تزيد على 30 دقيقة، فكلما زاد الوقوف زاد العبء على الجسم والعضلات والعظام.
ويتابع استشاري جراحة العظام والمفاصل: "وتجنب الجلوس أوقاتًا طويلة، وتجنب حمل الأشياء الثقيلة، واتباع الإرشادات الصحية عند الاستلقاء على الفراش أو مغادرته، واختيار الحذاءين المناسبين وتجنب الأحذية ذات الكعب العالي".
وينصح السيدة الحامل عند الاستلقاء بوضع مسند تحت البطن أو بين الفخذين، وممارسة التمارين الرياضية، يعلق: "وهنا ملاحظة مهمة غالبية السيدات بمجرد علمها بالحمل من الشهر الأول تبدأ الجلوس وعدم الحركة وهذا خطأ، بل عليها ممارسة التمارين الرياضية اليومية، وأي سيدة لو دخلت على الإنترنت فستجد تمارين رياضية مفصلة، وتساعد هذه التمارين الحامل على المحافظة على قوامها، وألا تتطور لديها أي مشاكل في الظهر".