خلافًا لما يحاول الإعلام العبري الموجه والمنضبط بالرواية الأمنية ترويجه، تارة أن الجيش الصهيوني أعطى فرصة لحزب الله لينزل عن السلم، لكن حزب الله لديه إصرار على التصعيد، وتارة أن هناك تخبطًا وعدم مصداقية في رواية الجيش وسط تنبيه على وزراء الكابينيت بعدم التعقيب على الأحداث؛ إن العدو ابتداء وبناء على تخطيط مسبق هو من تحرش عمدًا بحزب الله وقتل أحد كوادره في سوريا، والعدو هو من استدعى ردًّا من الحزب لتمرير مخطط يريده له علاقة بالانتخابات الأمريكية كما له علاقة بترتيب أوراق في المنطقة قبل الرحيل المتوقع لإدارة ترامب.
وما مسرحية اليوم إلا لدفع الحزب إلى الصعود عاليًا على الشجرة التي صعد عليها عندما وعد بالرد على قتل أحد كوادره، لجهة استدعاء رد غير استعراضي كالذي حدث في آخر مواجهة مع الحزب، رد كبير يستدعي بالضرورة ردة الفعل الصاعقة لإدخال المنطقة في أتون معمعة ليست في مصلحة الحزب ولا حليفه الإيراني الذي بات يتلقى الضربات المتتالية ليس في سوريا فقط بل داخل أراضيه أيضًا.
العدو الذي من سياسته المبادأة والمباغتة ورسم السيناريوهات المبنية على تخطيط مسبق بالتنسيق مع حليفته أمريكا التي كان رئيس أركان جيوشها في الكيان قبل يومين، لتدشين خطة أبعد عن فهم كثيرين لإسقاط الحزب في الساحة اللبنانية المستنزفة والمجوعة والمهيأة لإحداث انقلاب في المشهد اللبناني، خاصة بعد بدء تطبيق قانون قيصر لإنهاك سوريا وبالضرورة معها الحزب وإيران من خلفهما، ولا أعتقد أن تسكين غزة بأموال الرواتب المختلفة يخرج عن هذا الإطار.
يجدر قراء ما خلف المشهد بعناية، وعدم ركوب ثورة الحمية والتحيز للمقاومة كي لا نسقط في شراك العدو.