"فتحة في الرقبة هي آخر السبل التي كانت أمام الأطباء، لإنقاذ حياة محمد الفيومي المصاب بالفشل الكلوي الكلي، فهو بحاجة إلى زراعة وصلة شريانية كي يتكمن من إجراء غسيل لكليتيه يوميا"؛ كما تقول والدته صابرين الفيومي.
ولكن ذلك لا يتوافر إلا بتحويلة علاج إلى مستشفيات الأراضي المحتلة سنة 1948، التي توقفت عن استقبال المرضى منذ نحو أربعة أشهر بداعي تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، وفق الأم.
كان الفيومي (18 عاما) يسافر برفقة والدته إلى مستشفيات "أراضي الـ48" كل أربعة أشهر لزراعة هذه الوصلة، ولكن لعدم تمكنه من الانتقال لتلك المستشفيات تدهورت حالته الصحية، واضطر الأطباء بعد تعطل شرايين جسده إلى إجراء فتحة في رقبته كـ"إنقاذ حياة"، حتى يتسنى لها توفير وصلة شريانية أقل تكلفة لها تقدر بنحو 900 دولار حتى تجرى له العملية في مستشفيات قطاع غزة لحين تمكنه من السفر.
الفيومي يتيم الأب استشهد والده في 2009م –تقول والدته لصحيفة "فلسطين"- ومنذ ذلك الحين بدأ يعاني من تضخم في كليتيه وتفاقم الأمر حتى أصبح يعاني من فشل كلوي كلي، وحاليا يقوم بعملية غسيل كلى لمدة أربع ساعات يوميا.
وتضيف: "محمد اليوم مقعد غير قادر على الحركة والكلام بسبب سوء حالته الصحية، ويعاني من نزيف متواصل من رقبته وهو بحاحة ماسة لتوفير الوصلة الشريانية لإيقافه، في ظل عدم القدرة على شرائها بسبب الحالة المالية الصعبة".
وبسبب استمرار النزيف من رقبته يحتاج محمد في بعض الأحيان إلى نقل وحدات دم بسبب انخفاض نسبة دمه.
تقول والدته: "منذ أربعة أشهر عدت من مستشفى النجاح في نابلس حيث لم يتمكن الأطباء من إجراء العملية له، وبعدها عدت إلى القطاع، لتسوء حالته ويصاب بهشاشة في العظام بسبب عدم قدرتي على توفير الطعام الصحي له والعلاج أيضا".
وتناشد "أهل الخير" التبرع لشراء الوصلة الشريانية لإنقاذ حياة ابنها، حتى تتمكن من إجرائها على يد أحد الأطباء الذي تبرع بإجرائها مجانا في حال توافرت الوصلة التي تبيعها بعض الشركات الطبية في غزة.
"محمد لكي يتخلص من معاناته والآلام التي يتكبدها جراء عملية غسيل الكلى يوميا، يحتاج إلى زراعة كلى والتي تحتاج إلى مبلغ كبير لا أقوى على توفيره، لذا جل ما أطلبه هو توفير شريان صناعي لإنقاذ حياة ابني"؛ تتابع.
وتقول الأم إنها "تحتاج إلى سيارة أجرة تنقلها إلى المستشفى برفقة ابنها الذي تحمله بين يديها، وبسبب عدم قدرتها على سداد ثمن الأجرة تراكمت عليها الديون لتبلغ نحو 800 شيقل".
حرج للغاية
وللوقوف على الحالة الصحية التي يعاني منها محمد، تحدثت مراسلة صحيفة "فلسطين" مع رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة د. إبراهيم رمضان.
يقول رمضان: "أوردة محمد جميعها أصابها انسداد، وفي هذه الحالة لا تتم عملية غسيل الكلى إلا بزراعة وصلة شريانية صناعية لا تتوافر في مستشفيات القطاع، لذا اضطررت لإنقاذ حياته بإجراء فتحة في رقبته لكي يتسنى له استكمال عملية الغسيل كإجراء طبي مؤقت".
ويردف: "في حال توافرت الوصلة الشريانية الصناعية، على الفور سأجري لمحمد العملية مجانا، أما في حال التعذر يحتاج إلى تحويلة عاجلة إلى مستشفيات الضفة الغربية لتوافر إمكانات تركيب الوصلة فيها".
ويختم رمضان بأن الوضع الصحي لمحمد حرج للغاية لأن الوريد في رقبته يمكن أن يحدث فيه انسداد في أي وقت، وإنقاذ حياته متوقف على تركيب الوصلة الشريانية الصناعية.