هل ستكون الضفة المحتلة على موعد مع فوضى خلاقة لتهيئة الأجواء لإتمام جريمة السطو والضم، فلتان أمني منظم يفقد فيه السكان أمنهم الشخصي والجمعي بحيث يدفع الناس للاحتماء بالاحتلال ويصبح الضم مطلبًا لا جريمة؟!
تصريح جبريل الرجوب معلقًا على مقتل أمين سر فتح ببلاطة عماد دويكات بالأمس: "حكومة تجرأت على دم أبناء فتح المخلصين يجب أن ترحل وألا تبقى دقيقة واحدة في الحكم، وأنا من موقعي أدعو أنصار فتح وأبناء الشعب الفلسطيني لرفض التعامل مع هذه الحكومة الفاشلة بأي شكل من الأشكال"؛ تصريح يؤسس لصدام داخلي، ظاهره مطلبي محق، قد يتطور إلى صراع على السلطة في حين عباس يضعف ويذوي.
صراع الخاسر الأكبر فيه الشعب والأرض، وقد يجرف في طريقه كل أمل في إطلاق وتطوير مقاومة رادعة وموجعة للعدو، وسيجعل كل جهود إنهاء الانقسام والمصالحة الداخلية هباء منثورًا.
فوضى خلاقة يعزز احتمالاتها التوجه الصهيوني الجديد المدعي أن الأمن والسلام في الضفة المحتلة لم يعد أولوية "إسرائيلية".
فوضى خلاقة ستنهي حقبة السلطة الوظيفية لمصلحة إمارات المدن التي حولتها الحواجز والجدر إلى جزر متناثرة يحكم الاحتلال سيطرته عليها.
الفلسطينيون في الضفة سيصبحون ضمن هذا السيناريو أمام خيارات محدودة: إما المطالبة بالضم، أو الاستكانة له طلبًا للأمن وهربًا من نار الفوضى والفلتان في شوارع ومدن الضفة التي تغرق بالسلاح في أيدي العصابات والزعران، أو الهجرة إلى الأردن التي الأردن منذ زمن إصدار جوازات سفرها لأغلب سكان الضفة، وإما الصمود والصبر علي ناري الاحتلال والفتان الأمني، ما يضع الفلسطينيين أمام تحديات جديدة وبالغة الخطورة؛ ما سيفرض على ملايين الفلسطينيين في المنافي والشتات استعادة دورهم الحقيقي في مسيرة التحرر؛ هذا الدور الذي جردتهم منه المنظمة بأوسلو ونقلت مركز الثقل إلى غزة التي أمست مستنزفة محاصرة، والضفة المهددة بالضم والابتلاع تحت مظلة مؤامرة الفوضى الخلاقة والفلتان الأمني المنظم.