كثر الهرج والمرج بعد الذي أقدم عليه الزعيم التركي رجب طيب أردوغان بإعادة الحياة إلى مسجد آياصوفيا كما كان يمثله قبل تحويله إلى متحف في العام 1934 ، وأنا هنا أعدّ أن هذا الأمر سيادي تركي، والخوض فيه في غير صالح العرب الذين تنتهك حرمات مساجدهم ، من عدو زرع عنوة على جزء من أرضهم وصنع في الأرض الفلسطينية التي احتلوها عام 1948 والتي احتلوها بعد حرب حزيران 1967 ذات ما صنع الإسبان بدور العبادة التي أشادها العرب هناك بعد إجلائهم عن أرضها، فحولوا مساجدها لكنس أو متاحف أو اسطبلات خيل، فما صنعوه وما زالوا بالنسبة للمسجد الأقصى في القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل أكبر دليل على ذلك وما صنعه ترامب في قراراته بشطب الحقوق العربية والإسلامية في القدس والأقصى وكل الأرض الفلسطينية من المفترض أن تكون شغلهم الشاغل لأن هذا يمثل كرامتهم وطهر مقدساتهم المستهدفة، وفي هذا الصدد سأتناول الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية في فلسطين ثم أعرج للحديث عن الاعتداءات على المقدسات المسيحية والتي أرى كم من المعيب انتقاد إجراء سيادي لدولة في وقت يتم التعتيم فيه على ما صنعه وما زال العدو الصهيوني لحرم العبادة بشقيها الإسلامي والمسيحي والتي ابتدأها أولاً بالاعتداءات التي تمت وما زالت على المساجد:
فهناك مساجد حولت إلى غير أهدافها التي أنشئت لأجلها كحظائر للمواشي من خراف وأبقار، وكخمارات أو مخازن للمواد الزراعية أو كنس إلى غير ذلك من أغراض مهينة لدور العبادة وأتباعها العرب المسلمين أذكر منها : مسجد البصة ـ قضاء عكا ـ (شلومي) حظيرة خراف، مسجد الزيت ـ قضاء عكا ـ (أخزيف) مخزن للأدوات الزراعية لمتنزه أخزيف، مسجد عين الزيتون ـ قضاء صفد ـ حظيرة للأبقار، المسجد الأحمر ـ صفد ـ حول إلى ملتقى للفنانين، مسجد السوق ـ صفد ـ حول إلى معرض تماثيل وصور، مسجد القلعة ـ صفد ـ محول إلى مكاتب لبلدية صفد، مسجد الخالصة ـ (كريات شمونة) ـ محول إلى متحف بلدي، مسجد الدار البيضاء ـ غربي نين ـ غربي محطة الوقود ـ محول إلى مكاتب ، مسجد البرج ـ عكا ـ محول إلى مكاتب لشئون الطلبة الجامعيين ، مسجد عين حوض ـ قضاء حيفا ـ محول إلى مطعم وخمارة، المسجد القديم في قيساريا ـ ساحل حيفا ـ محول إلى مكتب لمهندسي شركة التطوير، المسجد الجديد في قيساريا ـ ساحل حيفا ـ محول إلى مطعم وخمارة، مسجد الحمة ـ هضبة الجولان ـ مغلق، ويستعمل كمخزن للمطعم القريب ويخزن فيه الخمور ومعدات المطعم، مسجد السكسك ـ يافا ـ الطابق الأرضي، محول إلى مصنع بلاستيك، أما الطابق العلوي فهو محول إلى مقهى للعب القمار، مسجد الطابية ـ مغلق، ويستخدمه أحد النصارى مسكناً له، مسجد مجدل عسقلان ـ محول إلى متحف، وجزء منه محول إلى خمارة، مسجد الملحة ـ القدس ـ اقتطع أحد اليهود جزءاً منه لبيته، ويستعمل سقف المسجد لإحياء السهرات الليلية للجيران ، المسجد الكبير ـ بئر السبع ـ مهمل، وكان حول إلى متحف، المسجد الصغير ـ بئر السبع ـ تحول إلى دكان ليهودي.
مساجد ومقامات جرى تحويلها إلى كُنُس ومعابد أو قبور بأسماء يهودية ليثبتوا أنهم كانوا يعمرون الأرض الفلسطينية، فقد سعوا أولاً لشطب اسم فلسطين عنها وتسجيلها باسم دولة اليهود بعد أن قاموا بتغيير معالمها التاريخية والحضارية ومن ثم إطلاق أسماء يهودية عليها، إلى درجة أن المساجد لم تسلم من هذا الفعل المعادي، فهم لم يتوانوا في ذلك عن تحويل مساجد القرى الفلسطينية التي شردوا سكانها منها بالحديد والنار وبمجازر تندى له البشرية جمعاء، ففي سبيل إخفاء وتغيير معالم تلك المساجد، قاموا بتزوير مسمياتها بأسماء يهودية في ظل صمت عربي ودولي رهيب، حيث جرى الاعتداء على قدسية مساجد من حيث تحويلها إما إلى كنس ومعابد تحمل مسميات يهودية وإما إلى قبور تحمل أسماء أشخاص من اليهود ومن كلا الجنسين، وندرج تالياً قائمتين بأسماء مساجد من بين المئات التي طالها التغيير وعلى نحو مبين تفاصيلها تالياً :
مساجد ومقامات جرى تحويلها إلى كُنُس ومعابد لليهود كـ مسجد مقام يعقوب ـ صفد، مسجد العفولة، مسجد كفريتا ـ كفار آتا، مسجد طيرة الكرمل ـ قضاء حيفا،، مقام علي ـ البازور، مسجد وادي حنين ـ قضاء الرملة ـ نيس تيسيونا ـ حول إلى كنيس يهودي باسم غولات يسرائيل.
وهناك مساجد حولت إلى فبور وبأسماء تحمل أسماء يهودية كـ مقام ياقوق ـ قضاء طبرية ـ محول إلى قبر لليهود باسم حبقوق، مقام الست سكينة في طبرية ـ محول إلى قبر يهودية باسم راحيل، مقام الشيخ دانيال ـ دنة، قضاء بيسان ـ حول إلى قبر يهودي باسم دان، مقام الشيخ شحاد حدثت به عدة انتهاكات ويتردد أنه تم تحويله إلى قبر يهودي باسم (تسيون بن جدعون)، مقام سمعان ـ قلقيلية ـ حول إلى قبر يهودي باسم شمعون، مقام النبي يامين ـ قلقيلية ـ محول إلى قبر يهودي باسم بنيامين، مقام أبي هريرة في يبني ـ قضاء الرملة ـ محول إلى قبر ليهودي باسم الراب همليئيل، مسجد النبي روبين ـ جنوب يافا ـ محول إلى قبر يهودي باسم (رؤوبين)، مقام الشيخ الغرباوي ـ غربي قرية المدية وبجوارها ـ موديعين ـ حول إلى قبر يهودي باسم نتنياهو.