انتقدت كيلي كرفت مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة تخصيص جلسات شهرية في مجلس الأمن لبحث ملف الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك حمّلت حركة حماس مسؤولية تدهور الأوضاع في قطاع غزة وطالبت بمناقشة كيفية إيجاد قيادة إسرائيلية وفلسطينية "مسئولة" للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كيلي كرفت مثل أي مسؤول أمريكي متسلق لا بد أن يقدم الولاء لدولة الاحتلال "إسرائيل"، لا بد أن يساندها ويشاركها في جرائمها وأن يدافع عن أمنها المزعوم حتى يكسب ود اللوبي الإسرائيلي، ولكن ممارسات القيادة الأمريكية تظهر الولايات المتحدة أنها منحازة وغير مسؤولة وتعرض المنطقة العربية لخطر جسيم.
لا أدري كيف تتحدث مسؤولة أمريكية عن تدهور الاوضاع في قطاع غزة ولا تلتفت إلى أمريكا ذاتها، امريكا التي يعصف بها المرض والفقر والعنصرية، ومع ذلك نقول: ما الذي فعلته الولايات المتحدة الامريكية في فلسطين باعتبارها راعية لـ "عملية السلام" بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير؟
امريكا تساند "إسرائيل" في حصارها لقطاع غزة، كما أن كل الاسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها "إسرائيل" ضد غزة كانت امريكية، ليس لأنها تعمل ضد حماس بل لأنها تعمل ضد الشعب الفلسطيني، والدليل انها تحاصر السلطة الوطنية الفلسطينية وتقطع عنها الدعم وتمنع الدول العربية من مساعدتها، وهذا يوضح لنا ان امريكا تقف ضد الشعب الفلسطيني وقضيته. امريكا انقلبت على اتفاق اوسلو المشؤوم، وتريد منح الفلسطينيين بضعة كانتونات متفرقة في الضفة الغربية يحكمها رؤساء هيئات محلية لا أكثر، فهي لم تعد تؤمن بحل الدولتين، وتصرفات القيادة الفلسطينية غير الحاسمة شجعتها على تلك السياسة.
العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية لا يفهم الا لغة القوة ولا يحترم سوى الاقوياء، ولذلك من العار أن يستمر انقسامنا وضعفنا، ومن العار أن يستمر تعويلنا على امريكا والمجتمع الدولي، ونذكر الجميع أنه في حرب 2014 اجتمعت كل الدول في فرنسا - في مثل هذا الوقت- تستجدي المقاومة في غزة لوقف اطلاق النار مقابل تحسين الاوضاع في غزة، وانا اعتقد انه اذا استمرت الولايات المتحدة الامريكية في وقاحتها ودولة الاحتلال في تعنتها وجرائمها فإنها لن تجد ما يسرها، ونحن على يقين بأن المنطقة العربية بأسرها لن تظل على حالها ولن تبقى تحت السيطرة الامريكية واذنابها من العملاء ولا حتى لروسيا أو غيرها من الدول المعادية، فالمنطقة مقبلة على تغيير أشد بأسا وقوة مما حصل في الجولة الأولى من ثورات الربيع العربي وستكون خالية بإذن الله من كل الأوغاد.