فلسطين أون لاين

مع استشهاد "الغرابلي".. مطالبات للمقاومة بحماية الأسرى

...
جانب من وقفة للهيئات والفصائل (تصوير رمضان الأغا)
غزة- جمال غيث

طالب مختصون ومهتمون في شؤون الأسرى، المقاومة الفلسطينية إلى ضرورة التحرك من أجل إنقاذ حياة الأسرى في سجون الاحتلال.

وأكد هؤلاء، خلال وقفتين منفصلتين في قطاع غزة، أن سياسة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال باتت سياسة ممنهجة تمارس بشكل واسع النطاق مما يستدعي تحمل الجهات الدولية لمسؤولياتها.

ودعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لمحاسبة الاحتلال على الجرائم التي ترتكب بحق أسرانا خلف القضبان، والتي كان آخرها استشهاد الأسير سعد الغرابلي، جراء المرض والإهمال الطبي.

وأعلنت جمعية واعد للأسرى، صباح اليوم، أن الاحتلال الإسرائيلي، أبلغ الحركة الأسيرة رسميًا، باستشهاد الأسير الغرابلي (75 عامًا) داخل مستشفى "كابلان".

إهمال طبي

وأكد مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل، أن الأسير الشهيد الغرابلي، استشهد داخل مستشفى "كابلان" الإسرائيلي مكبل الأيدي والقدمين، حتى أنفاسه الأخيرة.

وبين قنديل، خلال مؤتمر مشترك لعائلة الشهيد الغرابي وجمعية واعد، عقد أمام منزل الشهيد في حي الشجاعية بمدينة غزة أمس، أن الغرابلي، واجه جريمة الإهمال الطبي المتعمد على مدار 26 عامًا خلف القضبان.

وحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استشهاد الغرابلي، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتلاعب بمشاعر الأسرى وذوو الشهيد من خلال الإعلان عن استشهاده الأسير ومن ثم التراجعت عن الخبر.

وتساءل قنديل، عن دور المؤسسات الدولية والحقوقية المعنية في شئون وقضايا الأسرى عما يتعرض له الأسرى خلف السجون، مبينًا أن الشهيد الغرابلي، بقى في العزل الإنفرادي لسنوات وتعرض منذ اعتقالهم لسياسية الاهمال الطبي، وصولًا لإصابته بمرض السرطان.

وحذر من تدهور الأوضاع الصحية للأسرى المرضى خلف السجون والبالغ عددهم نحو 700 أسيرًا، داعيًا العالم للوقوف إلى جانب المعتقلين خلف السجون والعمل على إنهاء معاناتهم.

ودعا السلطة لرفع دعاوي قانونية على الاحتلال بسبب الجرائم التي ترتكبها بحق أسرانا، مطالبًا المقاومة للرد على جرائم الاحتلال الممارسة بحق الأسرى، ولأن يتحرك الشارع الفلسطيني رفضًا لجرائم الاحتلال الممارسة بحقهم.

رد المقاومة

بدوره، نعى الأسير المحرر مصطفى المسلماني، الشهيد الغرابلي رفيق دربه، قائلًا: "إنه كان يعاني الكثير من الأمراض والأوجاع، وأصيب بأمراض تمثلت بارتفاع السكر وضغط الدم، وأورام في البروستات، والمسالك البولية".

وحث مسلماني في كلمة له، المؤسسات الحقوقية والأمم المتحدة لإنصاف شعبنا وإدانة الاحتلال على الجرائم التي ترتكب بحق أسرانا وتقديم العلاج الطبي للأسرى المرضى، مؤكدًا أن الشهيد الغرابلي عانى، من الإهمال الطبي داخل السجون.

ووجه المسلماني، رسالة للمقاومة الفلسطينية بأن الاحتلال لا يتعامل بحسن نوايا، "ولا يفهم إلاّ لغة واحدة هي لغة القوة"، مضيفًا: "يجب أن يفهم الاحتلال أن دماء شهدائنا وأسرانا ليست بالرخيصة، ونحن جاهزون أن يكون ردّنا قويًّا على الاحتلال".

وختم المسلماني: "نقول لشهيدنا ستبقى حاضرًا بيننا، وستبقى فعلاً أينما كنت حتى لو رفض الاحتلال تسليم جثمانك، ونحن نعلم أن سياسة الاحتلال تهدف للضغط على مقاومتنا".

باستشهاد الأسير الغرابلي، يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة لـ 224 شهيدًا منذ عام 1967.

جريمة نكراء

وفي سياق منفصل، نظمت لجنة الاسرى للقوى الوطنية والاسلامية والمؤسسات العاملة في مجال الأسرى، مؤتمر صحفي حول تداعيات استشهاد الأسير الغرابلي، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.

ورفع المشاركون، خلال الوقفة أعلام فلسطين وصورًا للشهيد سعدى الغرابلي، ولافتات كتب عليها: "أنقذوا أسرانا من سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، وأخرى تتساءل عن دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية من معاناة أسرانا، مرددين هتافتات تدعو المقاومة للرد على جريمة استشهاد الأسير الغرابلي.

وحمل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل رضوان، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة، عن استشهاد الأسير الغرابلي.

واعتبر رضوان، في كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات العامة في مجال الأسرى، ارتقاء الأسير الغرابلي شهيدًا، جريمة نكراء لينضم لقافلة الشهداء الأسرى في وقت لم يقدم له العلاج.

وبين أنه باستشهاد الأسير الغرابلي، يرتفع شهداء الحركة الأسيرة إلى 224 شهيدًا منذ عام 1967م، محذرًا من تدهور الأوضاع الصحية للأسرى المرضى البالغ عددهم نحو 700 أسير لعدم توفر احتياجاتهم الطبية، وممارسة سياسة الاهمال الطبي بحقهم، إلى جانب إصابة ٢٤ أسيرًا مريض بالسرطان لا يقدم لهم العناية الطبية.

أولويات المقاومة

وحمل رضوان، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات استشهاد الأسير الغرابلي، مضيفًا: "أيها الأسرى إن قضيتكم تقف على سلم أولويات المقاومة ولن يهدأ لنا بال حتى تنالوا حريتكم".

وقال: "إن الجريمة التي ارتكبت بحق الأسير الغرابلي، لن تمر دون حساب"، داعيًا المقاومة للرد على هذه الجريمة ولغيرها من جرائم ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني.

وتساءل عن دور المنظمات الحقوقية والإنسانية إزاء الجريمة التي ارتكبتها بحق الأسير الشهيد الغرابلي، داعيًا إياها لممارسة دورها ومحاسبة الاحتلال عن جرائمها بحق الأسرى.

ودعا السلطة لملاحقة قادة الاحتلال ورفع قضايا ضد الاحتلال ومساندة الأسرى ولا سيما المرضى، ومتابعة قضاياهم وإعادة الرواتب لذوي الأسرى.

والأسير الغرابلي، ثاني أكبر أسير من قطاع غزة، بعد الأسير فؤاد الشوبكي، وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة بعد إدانته بقتل أحد الضباط الإسرائيليين عام 1994 في (تل أبيب).

وارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بعد استشهاد الأسير الغرابلي إلى 224 شهيدًا منذ عام 1967م.