لنفهم سياق الضم وسرقة الضفة الغربية.. تتحدد المعركة مع الصهيونية ليس انحصارا في أرض تسمى فلسطين بل هي معركة لها تأثير جيوبوليتكي على المنطقة والأمة، فالصهيونية لا تتلخص في كيان، بل هي مشروع ووباء يسري في جسم الأمة وأرضها وأنظمتها العربية الخانعة المطبعة ويسري في قوى غربية وأجنبية عملاقة.
إذا كان مفهوم المعركة ضد المشروع الصهيوني هو مفهوم أعمق وأشمل لا تحصره أرض ولا مواجهة أحادية مع شعب فلسطيني، فإن الصهيونية تسعى جاهدة قبل "كورونا" وبعد "كورونا" إلى ضرب أطراف الأمة وشعوبها، وتقسيم المقسم، وإضعاف الحركات والمؤسسات الفاعلة في الأمة، وطمس هوية الأمة، وتصعد التطبيع والاختراق، كل ذلك تقويض لعناصر التشويش في الأمة تمهيدًا لتنزيل صفقة القرن دون عقبات، علمًا منهم أن فلسطين لن يستكمل تهويدها دون تمزيق آخر جديد للقصعة مرة أخرى، لإحداث "ثقب" آخر أشد من الانكسار التاريخي الثاني فترة إسقاط الدولة العثمانية التي أدى تمزيقها إلى تسهيل صفقة بلفور لزرع الكيان الصهيوني.
ولا ننسى أن سايكس بيكو في 1917 كانت عملية لتقسيم القصعة وإضعافها بغرض التمهيد لعملية أساس وهي زرع الوباء الصهيوني داخل الأمة، فبداية تخريب العمق يبدأ بتخريب من يحضنه ومن في جوانبه وأطرافه، وقد كانت الأمة وأكناف بيت المقدس أطراف قوة، ومحاضن نصرة ودعم رغم كل التكالبات.
فليس عبثا أن نجد الصهيونية هذه الأيام تسعى إلى اختراق ليبيا وطوائفها وقبائلها، لتأجيج العرقيات بعد انتصارات الشعب الليبي، وليس عبثا أن نجد الصهيونية تعمل جاهدة لاختراق دول المغرب العربي لتمزيق هذا الشق من الأمة الذي بقي صامدا، وليس عبثا أن تؤجج الصهيونية دولا عربية مطبعة ضد الأمة وفلسطين وتصطف مع القوة الفرنسية والجامعة العربية ضد تركيا المناصرة للأمة والقضية الفلسطينية، كل هذا الاستهداف للشعوب والثورات هو تصفية للأمة للتعبيد لطريق تصفية أكبر مقوم، وهو بيت المقدس والمقاومة، من بوابة صفقة القرن، لكن الموازين في الأرض اليوم ستتغير رغم محاولات التمزيق لتنزيل وعد آخر وصفقة أخرى. فكيف تم استدعاء أخرى؟
في عصرنا وحاضرنا وبعد أكثر من مائة سنة من الزرع البلفوري، نجح بلفور في الزرع، لكنه فشل في التصفية الشاملة، بل وزادت قوة من يواجه التصفية، وظهرت موازين قوة أبطلت صفقة بلفور وغايتها التصفوية لضرب عمق الأمة وشعوبها بزرع هذا الكيان، فتصاعدت قوة هذه الأرض المقدسة ومقاومتها، وتصاعدت معها قوة الشعوب والأمل للتحرر للانتقال إلى مرحلة أخيرة وهي التحرر ممن صنع الديكتاتوريات التي همشت الشعوب.
أمام هذا التصاعد في قوى الأمة وقوة الشعب الفلسطيني ومقاومته التي قوضت من مشروع بلفور سيضطر المشروع الصليبي الصهيوني والعربي المطبع إلى استدعاء صفقة أخرى وهي صفقة القرن عساها تنهي المسألة من خلال سياسة التصفية الشاملة.. لكن ماذا حدث وكيف قاموا بتنزيل الصفقة في مرحلتين؟
المرحلة الأولى: التمهيد للصفقة:
في المرحلة الأولى من الصفقة وهي قبل كورونا كانت مرحلة التمهيد، وتميزت بمحددين:
- المحدد الأول: محدد التصفية لمقومات الأمة التي سماها نتنياهو "عقبات أمام التنزيل" وهي الشعوب وقواها الحية، والتي ما زالت تناصر القضية وتستنفر ضد الاحتلال، فقامت الروح الصهيونية بإخراج أوراق كأمريكا بشكل متصاعد وأخرجت أنظمة عربية مستبدة من جحورها وقصورها، لضرب مقوم العلماء ومقوم الشعوب العربية والإسلامية، وحصار مقوم دول مناصرة كتركيا وقطر، واستهداف مقوم مؤسسات وجمعيات ومنظمات مناصرة للقضية الفلسطينية، وقد فشلت الصفقة والتكالب الاستكباري في التصفية الكاملة لمقومات الأمة والشعوب، ونجحت في جزء من الاستهداف التصفوي.
- المحدد الثاني: هو تصفية القضية الفلسطينية بتدرج، نجحت صفقة القرن في سياسة التصريحات والإعلانات الرسمية رفقة أمريكا بتهويد فلسطين والقدس، كالإعلان عن "القدس عاصمة (اسرائيل)" والإعلان عن قانون القومية، والإعلان عن هضبة جولان يهودية إسرائيلية، ثم جاء الإعلان الرابع الرسمي قبل حدث كورونا من ترامب عن صفقة القرن وإخراج بنودها وخارطتها، وأعقب ذلك تصريحات من دول عربية مبطنة وبعضها يتماشى مع القرار الأمريكي.
مقابل ذلك وفي هذه المرحلة الأولى من تنزيل صفقة القرن، كانت المواجهة شديدة وكانت غزة سباقة للخروج للرفض وإرباك الصفقة أو زعزعة حركتها، لفقه رجالها بخطورة المرحلة، وأعقب ذلك غضب في الشارع العربي الإسلامي، ونصرة شعبية كبيرة، فضلا عن مناهضة من فضلاء الغرب والمنظمات الدولية والقانونية، لكن المعركة لم تنتهِ بين الطرفين.
المرحلة الثانية: مرحلة التفعيل:
هي مرحلة التفعيل وربح مربعات جديدة في الصفقة تزامنا مع انشغال العالم بالوباء، هذه المرحلة جاءت تزامنا مع حدث كورونا وبعدها، ونظرا لتغير مرتقب للأحداث الدولية والإقليمية وتسارعها، ونظرا لتخوفات الكيان من تضييع الفرصة (ربما بسبب فشل مستقبلي لنتنياهو في الانتخابات وهو المعول عليه)، ونظرا لسقوط هيبة القوة الصهيونية وتقزم حجمها أمام قوة المقاومة وأربعين دقيقة وغزة، فإن الكيان الإسرائيلي يسعى إلى إعادة حجمه لطمأنة المستوطن بمستقبل "دولة (إسرائيل)" عن طريق "تنزيل المرحلة الثانية من الصفقة"، من خلال تفعيل بند مهم من الصفقة دون إعلانات هذه المرة، وهو ضم الضفة الغربية أي سرقتها، وستكون هذه هي المحطة الرسمية الأولى في التنزيل الفعلي المادي لصفقة القرن بعد محطة الإعلانات النصية الرسمية الصهيونية الأمريكية.
هي مرحلة ثانية تسمى "مرحلة التفعيل" بعد المرحلة الأولى وهي "مرحلة التمهيد" وستكون المرحلة الثانية الأعنف وأشد من مرحلة الإعلانات وسياسة "جز العشب" وتصفية أكناف فلسطين وأطراف ومقومات النصرة في الأمة.
وإذا كان التفعيل بهذا الشكل المتصاعد في مشروع الضم، فإن مواجهة هذه المرحلة من الصفقة لن تمر بالمستوى الأول في المرحلة الأولى التي عرفت فقط تحركا في غزة في مسيرات العودة وتحركات هنا وهناك في مسيرات في دول عربية.
مرحلة الاصطدام:
هذه المرحلة الثانية ستسمى "مرحلة الاصطدام المباشر بين قوتين" لوعي الشعب الفلسطيني والمقاومة وقوى الأمة أن "عملية الضم" هي مرحلة الضرر الكبير، والتصفية الفعلية الجماعية.
وربما في المرحلة الأولى من الصفقة، استراتيجيا كان الرد الفعلي من المقاومة والقوى الشعبية الفلسطينية ردا متدرجا في مرحلة التمهيد، لأن الإعلان هو نص ولا ينبغي إخراج فيه كل الأوراق واستنزاف المقاومة والشعب الفلسطيني، لكن حين يصل العلو الصهيوني مداه، فذاك الذي تهابه أطراف في المعارضة الإسرائيلية ويسمونه "الصمت الرهيب" وهو ما تخشاه أيضا الأنظمة العربية المستبدة المطبعة التي تخاف من تحرك في الشارع العربي الإسلامي وتغير في موقف القوى الفلسطينية نحو التوحد الجماعي.
لماذا تعد هذه المرحلة "مرحلة الضم وتفعيل الصفقة" أشد على المشروع الصهيوني وأرباب صفقة القرن وما هي المعالم الأربعة لإرباك مستقبلي لهذا التنزيل ولهذا الضم للضفة؟
هناك أربعة معالم أو عوامل مساعدة داعمة في مشروع المقاومة والشعب الفلسطيني للتقويض المستقبلي من مشروع الصفقة والضم:
- أولا، الخطأ الاستراتيجي الصهيوني: فالكيان الإسرائيلي راهن على حسابات غير دقيقة وقياس أخطأ فيه، فهو يظن أن الظروف ملائمة مثلما حدث في زمن صفقة بلفور 1917 وإسقاط الدولة العثمانية وإضعاف الأمة، أي أن ظروف الحكام العرب اليوم والأنظمة العربية هي أكثر ملاءمة من فترة حكام خانوا القضية كأمثال حسين الشريف، بل اليوم راهنوا على التطبيع وابن سلمان والإمارات والبحرين والسيسي وغيرهم، وراهنوا على خنوع المؤسسات الدولية كالجامعة العربية، وراهنوا على ورقة أشد من بريطانيا وبلفور وفرنسا، وهي أمريكا، فالظروف اليوم مناسبة أكثر من السابق، بل القضية الفلسطينية اليوم جعلتها الأنظمة العربية المستبدة جانبية، وهناك تطبيع واصطفاف كبير، وتقسيم للمقسم وللمنطقة في (ليبيا سوريا واليمن..) أكثر من تقسيم الدولة العثمانية.
فظن المشروع الصهيوني مع هذه الظروف الأكثر مناسبة من فترة بلفور، يمكنه تمرير مشروع "ضم الضفة الغربية" بسهولة لوجود غطاء بل وأغطية تحميه وتعضده، لكن التقدير غير صائب، فهو لم يقدر ويحسب ويرصد قوة الشعب الفلسطيني والمقاومة وقوة مقومات الأمة، التي لم تتوفر في مرحلة إسقاط الدولة العثمانية وتنزيل صفقة بلفور، كانت الظروف غثائية في صف الأمة، لكن الوضع اليوم مختلف جدا.
- ثانيا، القوة الداخلية الفلسطينية: ما دامت هناك قوتان في فلسطين ممثلتان في الشارع الفلسطيني الغاضب ومقاومة قوية، فإن موازين القوى ستتغير ولن يمر الضم سهلا، بل إذا كانت المرحلة الأولى من صفقة القرن جوبهت إعلاناتها الترامبية فقط بقوة من مسيرات الشعب الفلسطيني والشارع العربي والإسلامي، فإن المرحلة الثانية من الصفقة قد تعرف موازين أخرى ومربعات جديدة تدخل في سياق المواجهة.
عملية الضم والسرقة للضفة هو الوجه الحقيقي للصفقة، لأن الصفقة تحقيقها لن يتم إلا بتصفية مقومين أساسيين وهما الشعب في الضفة الغربية، والمقاومة في غزة، دون ذلك فلن يمر أي إجراء عملي للصفقة. نعم قد نشهد إعلانات أو تنزيل جزئي للصفقة كما حدث في مرحلة التمهيد التصريحي النصي، لكن "مرحلة الضم" وضرب جزء قوي من قوة مشروع القضية (الضفة وغزة)هو محل العنصرية الإبادية المباشرة التي قد تفضي إلى انتفاضة جديدة، لكن الحسابات الصهيونية راهنت على وجود ظروف إقليمية ودولية مناسبة قد تنفعها وتدعمها، وقدر الله كان قدرا وتقديرا ورحمة لمن اقتفى سنن الله.
ثالثًا: التميز الفعلي والحرص المطلوب: تأجيل الضم أو عدم الإعلان عنه كما وعدوا ليس مؤشرا عن طي صفحة الضم، والوقت في عرف الصهاينة غير مقدس، فقد يكون التأجيل مجرد تدرج لإعادة التموضع إلى أن يتم إيجاد مع أمريكا سبلا لمواجهة ما رصدته القوى الصهيونية من جديد في التحرك الفلسطيني والعربي الإسلامي ضد عملية ما تسمى الضم أو سرقة الضفة.
الأهم في هذه المرحلة أن المقاوم الفلسطيني وضع بصمته وتميز حضوره عن المرحلة الأولى وهي الإعلان عن الصفقة رغم كل محاولات ضرب قوى الحضور الفلسطيني، والتكالب على الشعب الفلسطيني لإضعافه والتمهيد لتصفيته في مرحلة ثانية بتهويد الضفة ديموغرافيا وجغرافيا وسياسيا.
رابعًا، المخزون الروحي والفطري: ورغم الانقسام والظروف، فالمخزون الروحي والفطري للشعب الفلسطيني يمكنه أن يتطور ويقلب الموازين ويصدم المشروع الصهيوني وكياناته العربية المستبدة.
التطور في الفعل الفلسطيني ربح كبير.
ونرصد هنا مشاهد لهذا التطور بعد محاولات الضم الصهيوني للضفة فماذا تحقق؟
- توحدت غزة وكانت سباقة كما العادة بمختلف راياتها خلف ألوان العلم الفلسطيني، رفضا لمشاريع الاحتلال في الضم وسرقة الأرض، كانت هذه المرة مختلفة عن صد المرحلة الأولى للصفقة، اليوم كانت حاضنة المقاومة تساند الضفة والقدس، في صورة وطنية موحدة بعيدا عن الانقسام والانفصال.
- المقاومة أرسلت 23 صاروخًا تجريبيًا تطلقها غزة في يوم واحد، رسالة يفهمها العدو، وصواريخ غزة سقطت على بعد أميال من قبرص!
- لأول مرة تصنع المقاومة حربًا قبل الحرب، وحسمت القضية، ودخلت في مرحلة الفصل التي سميت "بفصل الخطاب" حين يصرح القائد العام أبو خالد الضيف أفضل من تحدث عن الضم، بوضوح عبر الناطق باسم القسام أبو عبيدة فقال "الضم إعلان حرب، هذا فصل الخطاب ويحتاج تعزيز هذه الفكرة عبر رؤية فلسطينية متكاملة، غزة والضفة والـ٤٨ جميعهم فلسطين، وكل فلسطين تشتاق لفلسطين".
- في مرحلة الإعلانات عن بنود صفقة القرن في المرحلة الأولى، لم يتم خروج المقاومة بهذا الشكل وهذا الخطاب والحسم، وهذا نابع من فقه أعمق للقضية والمرحلة الثانية وخطورة الضم على الشعب الفلسطيني بل على شعوب الأمة التي ستفقد فلسطين إن ضاعت الضفة.
- خطاب المقاومة بهذا الأسلوب نابع أيضا من سياسة "الصمت الرهيب" أي الخروج بالحرب في الصفقة في الوقت الذي تصل فيه الصفقة علوها ومداها، ووقت وصول الشعب الفلسطيني غضبه الحقيقي المتراكم المساعد على الانتفاضة، وأظن أن الكيان الصهيوني تراجع خطوة للوراء، لأنه رصد المربعات والتغيرات الجديدة، لأنه ربما أخطأ وراهن على أنظمة عربية ديكتاتورية طبعت ونشرت أفلاما عن "أم هارون للتأثير في الشعوب" وراهن على حكام وضعوا القضية الفلسطينية جانبا، وراهن على أنظمة قسمت الأمة بالحروب، لكن الرصد كان خاطئا، لأن جبهة السماء وسنة الله مع الذين يعملون بالأسباب دون غفلة عن مسبب الأسباب.
- فضلا عن خطاب المقاومة ودورها فقد توحدت الفصائل الفلسطينية على موقف واحد، بل وتوحدت القوى الفلسطينية السياسة على موقف الرفض دون انقسام لتحقيق وحدة التوجه، ووحدة الفعل، فالمقاومة هي الخيار المتبقي، مما دفع فتح وحماس إلى برمجة لقاء موحد لمدارسة الضم للضفة.
- كانت خارج فلسطين قوة ثانية تتحرك وهي الأمة والشعوب العربية والإسلامية والقوى المناصرة وكانت تتأهب لاحتجاجات قوية وهو مربع آخر يحسب له ألف حساب وهو عقبة أمام تنزيل صفقة القرن كما صرح بذلك نتنياهو، لأن تحرك الشارع أي زعزعة لأنظمة تشكل أجساما للمشروع الصهيوني، حين تتأثر الأنظمة بموقف الشارع والشعوب ترتبك أرض الكيان الإسرائيلي.
خلاصة، إعادة التموضع وانتهاز الفرص:
قد تتراجع صفقة القرن وعملية الضم والسرقة خطوة إلى الوراء، لكن أرباب الصفقة سيرتبون البيت من جديد، وسيعيدون العودة وتنزيل مشروع سرقة الضفة الغربية، وهو ما دعا خالد مشعل يوم أمس إلى قوله: "تأجيل أو تجزيء الضم خديعة أمريكية إسرائيلية لا تستهدف إلغاء الضم، ولا التغيير في جوهره، ولكن كيفية الإقرار عبر تكتيك مضلل".
المطلوب الاستمرار في التوجه إلى المحافل الدولية ومحكمة الجنايات، والاهتمام باستمرار في التعبئة والتحشيد للشعب الفلسطيني وشعوب الأمة لإسقاط الرواية الصهيونية، فضلا عن الاهتمام بالمدخل القانوني، دون غفلة على أن خطاب القسام كان الفاصل المؤثر الأكبر في ردع الاحتلال، بالإضافة للرفض الدولي وبعض الدول العربية، وهو ربما ما لم يتم توقعه من قبل الكيان الصهيوني.
أظن هذه المرحلة هي مرحلة متسارعة، وسيحسب فيها العلو الصهيوني أنفاسه، لأن موازين القوى تتغير ونستبشر خيرا بما ظهر مؤخرا من تفاعل مع القضية بعيدا عن كل تيئيس أو نظرة انهزامية.
وفي علم الاستراتيجية هناك ما يسمى "انتهاز الفرص"، انتهاز فرصة تراجع العدو الصهيوني خطوة نحو الوراء، وهذا ما أكده خالد مشعل يوم أمس: "هذه فرصة أمامنا، رغم الخطر، فرصة أن نوحد الصف الفلسطيني. فرصة أن نطلق مواجهة مع الاحتلال، ونشتبك معه على كل الصعد. فرصة استنزاف (إسرائيل)، وإعادة تصويب القضية الفلسطينية، وملاحقة الكيان الصهيوني، ونزع عنه الشرعية على المستوى الدولي".