فلسطين أون لاين

هيسترية التطبيع بعد مرحلة أساس "انتصار المقاومة وسيف القدس"

يجنح الكيان الصهيوني إلى هيسترية في التطبيع وراءها بواعث ودواعٍ وردات فعل، توصف بالفشل والهزيمة، وردة فعل بعد مرحلة مهمة من التاريخ، وهي سيف القدس، هو سياق تاريخي مفعم بانتصارات المقاومة وتصاعد نصرة الشعوب، خصوصًا المغاربية، وزاد غضب الشعوب العربية والإسلامية ضد التطبيع، والاختراق الخفي، الذي يعد احتلالًا غير مباشر، هدف هذا التحرك المتصاعد في التطبيع الصهيوني هو التغطية على هزائم الكيان الصهيوني، خصوصًا بعد سيف القدس، وفضيحة نفق الحرية ومعركة القدس، ما أظهر ضعف القوة الأمنية للكيان، واهتراء القوة المخابراتية التي تعول عليها أنظمة عربية.

لا ينبغي أن ننسى التاريخ، وانتصار المقاومة الذي أظهر أن ادعاءات الكيان الصهيوني أمام الأنظمة هي مزيفة، فـ(إسرائيل) ليست كما تروج لنفسها، هي الدولة المنقذة لما أسموه الشرق الأوسط، وتتشدق ترويجًا بالدولة الديمقراطية المحققة للتعايش والسلام في المنطقة، بل كشفت سيف القدس أن الكيان لا يعول عليه، وأنه هو المجرم، وهو سبب تمزق المنطقة، ويوظف التطبيع العسكري والأمني لصناعة حروب وهمية بين شعوب المنطقة.

  من دواعي التطبيع وتصاعده الهستيري انكشاف مدى هزائم الكيان الصهيوني، خصوصًا بعد معركة سيف القدس، التي أظهرت:

ـ زيف ادعاءاته وضعف تصريحاته ووعوده أمام دول عربية مطبعة، وعدها الكيان بالأمن الإستراتيجي، وتحقيق القوة الدفاعية التحالفية، فيما يسمونه "ناتو الشرق الأوسط الجديد"، فكانت صفقة القرن آخر الصفقات لجمع الشلة الاستبدادية العربية، تحت سقف قوة مركزية هي (إسرائيل).

ـ هذا الانتصار للمقاومة أظهر أن ادعاءات الكيان الصهيوني أمام الأنظمة هي مزيفة، فـ(إسرائيل) ليست كما تروج، أنها الدولة المنقذة للمنطقة، وهي المتبجحة بالدولة الديمقراطية المحققة للتعايش والسلام، بل كشفت سيف القدس أن الكيان لا يعول عليه، وأنه هو المجرم، وهو سبب تمزق المنطقة، وأنه يوظف التطبيع الأمني فقط لهدفين:

•   أولًا: تطبيع أمني لمواجهة أعداء الداخل في فلسطين، فالتطبيع بين هذه الدول في نظرهم سيزيد من حصار الداعمين لحماس مثل إيران.

•  ثانيًا: التطبيع الأمني لمواجهة المقاومة الثانية في الأمة، وهي الشعوب والقوى الحية، فبات من الضروري للكيان التطبيع الأمني والإلكتروني، خصوصًا بين الأنظمة، لدعمها صهيونيًّا لملاحقة المناهضين للصهيونية.

ـ وجود تطور جديد في حماس والمقاومة، وهو تحولها من أسر الصهاينة والضباط من أسر محلي في فلسطين وغزة، إلى أسر واختطاف دولي في دول أخرى، كما ذكر في "ما خفي أعظم"، وهذا التحول في المقاومة وفي استخباراتها يدفع إلى تطبيع أمني ودفاعي، لضرب التطور الجديد لحماس والمقاومة، إذ أصبحت لها قوى مناصرة في الشعوب، ولها تحرك استخباري عالٍ يصل إلى الاختطاف.

ـ أمام هذه الهزائم كانت ردة فعل الكيان الصهيوني قوية هيسترية نحو صناعة إستراتيجية "لقلب الصراعات والفوضى، وصناعة بعبع إرهابي من إيران وحماس والإسلام السياسي"، لدفع هذه الأنظمة نحو الارتماء في حضن توصيات الكيان الناصح بالتحالف الأمني تحت جناح (إسرائيل)، وصفقة القرن، بتطبيع يبدأ بالسياسي والثقافي والاقتصادي، وينتهي بالأمني والعسكري، وهو غباء في التطبيع حين تصبح هذه الأنظمة أدوات لا تطبع فقط سياسيًّا وتفتح مكتبًا، فتضر جارتها وشعبها وشعوب المنطقة، بل أيضًا أداة عسكرية للتوغل في أرض اليمن أو لبيبا أو دولة جارة.

وظف التطبيع سياسة صناعة "بعبع إيران" والمبالغة في ترويج عداء إيران، لدفع الأنظمة إلى قبول صفقة (إسرائيل)، بإنشاء تحالف أمني لإيقاف الزحف الإيراني، أو صناعة بعبع حماس، أو الإسلام السياسي من أجل التنسيق الأمني المخابراتي، لمتابعة وملاحقة النشطاء، وهذا ما حدث في المغرب، من طريق برنامج بغاسوس الذي صدر إلى المغرب، وهذا ما حققته كذلك السعودية من طريق تطبيع أمني مخابراتي لاعتقال أو حصار النشطاء، وزد على ذلك التخويف الصهيوني لمصر من بعبع الإخوان، وتشجيع الكيان السيسي على اجتثاث ما يسمى الإرهاب، وإقامة تحالف تطبيعي أمني مخابراتي، ضد الإسلام السياسي، وفي الأخير كانت النتيجة أن السعودية والإمارات تورطتا في وحل الدماء وتمزيق للمنطقة، وفي المنطقة المغاربية الكيان يقدم ادعاءات وأكاذيب ويصنع بعبعات وهمية لدفع الأطراف في إفريقيا إلى الحرب.