فلسطين أون لاين

دعا أجهزة السلطة للانخراط في مواجهة "ضم" الضفة

خاص دويك: قرار السلطة وقف التنسيق الأمني "إعلاني ولا تغيير في الميدان"

...
رئيس المجلس التشريعي، د. عزيز دويك (أرشيف)
غزة- طلال النبيه

وصف رئيس المجلس التشريعي، د. عزيز دويك، قرار السلطة في رام الله وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي بـ"الإعلاني" دون وجود أي تغيير واقعي ميداني، داعيًا أبناء الأجهزة الأمنية للانخراط والالتئام مع أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة مخططات الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية لمحتلة.

وقال دويك في حوار مع صحيفة "فلسطين": "شعبنا الفلسطيني دائمًا متقدم على قيادته في مواجهة مخططات الاحتلال، وعناصر الأجهزة الأمنية عليها الالتئام مع شعبها، وعلى قادة الأجهزة توجيه الأوامر لعناصرها بتحقيق ذلك الهدف".

وأضاف: "التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية لم نرَ أي ثمرة واقعية من إعلان وقفه، ولا يزال شعبنا يعيش في اقتحام الاحتلال للمدن والقرى طوال الـ24 ساعة، ولم يخرج الاحتلال من تلك المدن من أجل اقتحامها، بل يوجد يومياً قرب مقرات القيادة العليا".

مواجهة "خطة الضم"

وأكد رئيس المجلس التشريعي، أن مواجهة خطة "الضم" تتطلب من شعبنا الفلسطيني تحقيق وحدة الصف والكلمة، والتئام الصف الوطني في قياداته في لقاء جامع لمراجعة مسيرة المفاوضات، التي كانت سبباً في ما آلت إليه الأمور حالياً.

وأضاف: "علينا مراجعة تلك السنوات العجاف، وما جلبته لنا من الأخطار المحدقة الحالية بالقضية الفلسطينية، في ظل موقف عربي غير مطمئن"، مشددًا على أهمية المواجهة الشعبية للاحتلال ومستوطنيه، بكل الأدوات للتقدم نحو المستقبل.

وتابع: "شعبنا الفلسطيني آخر من يوجه له الكلام، وهو الذي يسبق قياداته من أجل الدفاع عن نفسه وأرضه الفلسطينية المقدسة، والمواجهة مع الاحتلال موقوفة على دور القيادات الفلسطينية التي وجدت لتقود الشعب الفلسطيني".

السلطة و"الضم"

وحول موقف السلطة من خطة "الضم"، أكد دويك أن عليها واجبًا كبيرًا لمواجهة الاحتلال ومخططاته، لما تملكه من المال والمبادرة في يدها، قائلاً: "حركة "فتح" تحقق ما تشاء وما تريد على أرض الواقع ويعول على موقفها شيء كبير".

ودعا إلى تحقيق ما حققه المقدسيون في القدس المحتلة من انتصار على الاحتلال في معركة البوابات والهبات المقدسية السابقة، مؤكدًا أن أهالي القدس يدافعون عن كل الفلسطينيين والأمتين العربية والإسلامية، ويجب دعمهم بكل السبل.

وأضاف: "وقفة المقدسيين تجاه القدس المحتلة كبيرة، ولا تحتاج للمدح، وهم ما زالوا يقدمون كل جهد مستطاع بالنيابة عن الأمة والدفاع عن حياضها ومقدساتها".

وعن المهرجان الذي عقدته حركة "فتح" في الأغوار، أول من أمس، أوضح دويك أنه لم توجه أي دعوة لنواب المجلس التشريعي عن حركة حماس، أو أي من قياداتها للمشاركة فيه.

ورأى أن الحالة التي يعيشها قادة السلطة وحركة "فتح" تعبر عن حالة وعقلية الإقصاء والاستئثار، وتجاهل حق الغير وعدم مشاركة الآخرين الرأي.

وأشار إلى أن تلك السياسة تحققت في تغييب المجلس التشريعي وقطع رواتب نوابه ودفعها لنواب آخرين من فصائل أخرى، مؤكداً أن نواب الشعب المنتخبين لم يجتمعوا مع السلطة منذ سنوات، بعد أن علقت الأخيرة عمله وقطعت رواتب نوابه، وأعطت فئة دون أخرى.

تفشي "كورونا"

وفيما يتعلق بتفشي فيروس "كورونا" في الضفة الغربية، أوضح رئيس المجلس التشريعي أن "كورونا" عاد قويًّا جدًّا في محافظات الضفة الغربية، ما يعبر عن "فشل ذريع في التعامل مع الفيروس".

وقال دويك: "في غزة لم نسمع عن حالة واحدة ظهرت داخل المدن والمخيمات، في حين في الضفة الغربية ظهرت 84 إصابة في قرية واحدة، ما يؤكد الفشل الذريع في اتخاذ الإجراءات الوقائية من المرض في الضفة".

وأضاف: "حكومة اشتية تعجلت في النظر إلى نتائج انتشار الوباء والإجراءات التي اتخذتها الفترة الماضية، والعودة إلى الحياة الطبيعية قبل أن يقضى على المرض".

وأردف بالقول: "الخطأ البشري وارد؛ لكن في تلك الحالة هذا خطأ فادح قبل أن يقضى على "كورونا" في المدن الفلسطينية، التي تعاني فقرًا مدقعًا".

وأكد أن الواقع الحالي في الضفة فرض وجود طبقتين من المجتمع الفلسطيني، الأولى تعاني الفقر المدقع، والثانية تعاني الغنى الفاحش"، داعياً إلى ضرورة تقييم الوضع الحالي كلياً.

رواتب الموظفين

وبخصوص عدم صرف رواتب موظفي السلطة لشهر مايو المنصرم، دعا دويك إلى مراجعة القرارات التي تتخذها الحكومة والنظر حقيقة إلى مصلحة الشعب والمجتمع الذي تزداد الفئات الفقيرة فيه.

وقال: "حسب اعتقادي فإن ما وصل من تبرعات ومنح مالية من دولة قطر ودول أوروبية مختلفة مع ما يقابلها من النفقات والإيرادات اليومية لا يبرر مقولة عدم وجود رواتب".

وأضاف: "يجب مراجعة الموقف، وألا ينظر فيه نظرة فصائلية؛ بل النظر إلى مصلحة الشعب، خاصة في ظل موجة التعيينات التي تمت قبل أيام".

وأشار إلى أن السلطة غيّبت المجلس التشريعي لفرض قوانينها وتعيّن من تشاء في مناصبها التي تراها مناسبة لعناصرها.

ووجه دويك في حواره مع "فلسطين" دعوته إلى الدول العربية لوقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: "ما يجري هو اعتداء على التاريخ العربي والإسلامي".

وأضاف: "التطبيع الرسمي مع الاحتلال من بعض الأطراف العربية هو اعتداء سافر على شعوبها والشعب الفلسطيني واعتداء على أخلاقنا الإسلامية والعربية والقيم الوطنية وعادات شعوبنا ودماء شهدائنا وجراح جرحانا".