تواجه القضية الفلسطينية أخطر المشاريع والمؤامرات الأمريكية الإسرائيلية بل تواجه نكبة جديدة تستهدف تهجير وتشريد الفلسطينيين من أرضهم وديارهم و إنهاء القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، حيث يستعد الصهاينة هذه الأيام لتنفيذ أكبر مخطط وأخطره على القضية وهو مخطط ضم الضفة الغربية والأغوار الشمالية، الذي يمثل جزءا مهما من مخططات ومشاريع صفقة القرن الأمريكية التي يسعى الكيان لتنفيذها بمباركة أمريكية.
إن مخطط ضم الضفة والأغوار الفلسطينية يعني العمل على إحلال أكثر من مليون مستوطن صهيوني وتسكينهم محل الفلسطينيين، كما ويعني تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى المملكة الأردنية، وهو يمثل السيطرة على ثروات وخيرات الأغوار التي لا تعد ولا تحصى، كما أن مخطط الضم يؤثر بشكل كبير على الحدود والجغرافيا مع المملكة الاردنية الهاشمية التي تمتلك أطول مسافة حدودية بين الاردن وفلسطين..
إن مخطط الضم يعد نكبة جديدة تضاف إلى نكبات شعبنا الفلسطيني، خاصة أن اجراءات الاحتلال على الارض تعمل على فرض وقائع جديدة على الارض تمهيدا لمشروع ضم الضفة وكل الأرض الفلسطينية وإنهاء المشروع الفلسطيني والحلم الفلسطيني، هذا الحلم الذي يزداد تشبّثا بحق العودة، و بقوة الإيمان بأن فلسطين ستعود ولو كان النضال بالحجر وأبسط أشكال المقاومة مقابل أخطر وأقوى أدوات الحرب في العالم، لكنه الثبات الفلسطيني بأن فلسطين لأبنائها، وجيل يسلّم جيلا بأن حق الآباء والأجداد لن يضيع مهما تزداد النكبة نكبات، وتزداد الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وعلى فلسطين تعنّتا، وقهرا وظلما، وتضيف لخريطتها مساحات فلسطينية جديدة، وتطلق صورا جديدة لنكبات بأسماء متعددة أحدثها «صفقة القرن» الصهيوأمريكية..
ان مخطط ضم الضفة والأغوار يمثل فرض السيطرة الاسرائيلية الكاملة والسيادة على الأرض الفلسطينية بهدف مواصلة مخططات الاستيطان والتهويد في القدس والمسجد الأقصى المبارك، و فرض الكيان لقبضته الأمنية على الضفة والأغوار والقدس المحتلة..
وقد ذكرت مصادر إسرائيلية قبل أيام أن رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو ينوي خلال الأيام القادمة تطبيق أجزاء من مخطط ضم الضفة الغربية حسب ما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، حيث ستشمل عملية الضم 30% من الضفة الغربية، على أن ينفذ المخطط على مرحلتين، المرحلة الأولى تشمل ضم المستوطنات الاسرائيلية المعزولة التي تقع في أطراف الضفة الغربية، وتشغل حوالي 10% من مساحة الضفة، ثم العمل على تنفيذ مخططات ضمّ التجمعات الاستيطانية الكبرى، كما أفادت الصحيفة أن الكيان الصهيوني سيمتنع عن تنفيذ مخطط ضم منطقة "غور الأردن"، بهدف تقليص فرصة إقدام المملكة الأردنية الهاشمية على ردة فعل قوية وغير معهودة، وسط التأكيد الإسرائيلي و الإجماع في الكيان على أن تبقى منطقة الغور تحت السيادة الإسرائيلية في أي تسوية للصراع.
ويؤكد المراقبون في الكيان أن نتنياهو يمهد عملياً لتوفير الظروف لضم كلّ المنطقة المسماة "ج" وتمثل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، كما سيعمل نتنياهو على تجزئة مخططات الضم بهدف إلى إرسال رسالة إلى القوى الدولية والإقليمية بأن الكيان يراعي موقفها ويقوم بخطوات بشكل حذر حتى لا تقلق القوى الدولية من مخططات الضم.
إن مخططات الضم المشؤومة تمثل جريمة القرن بحق القضية الفلسطينية برمتها وتستدعي التوحد والتكاتف من أجل مواجهة المخاطر والمؤامرات التي تواجه قضيتنا والمشروع الوطني الفلسطيني.