لم أتخيل أن تترك فضائيات الفتنة أحداثا جساما تدور في الوطن العربي، وكذلك في باقي أنحاء العالم لتنقل ما يردده الذباب الإلكتروني من أكاذيب حول الاعتداء على مسنة فلسطينية من جانب الشرطة في قطاع غزة.
فصائل فلسطينية وشخصيات وازنة ونجل السيدة المناضلة أكدوا براءة الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة من تهمة الاعتداء على السيدة المشار إليها، ومع ذلك استمرت محاولات النفخ في نار الفتنة أملا منهم في تحويل الأنظار عن تقصيرهم في التصدي لمخططات الضم التي تنفذها دولة الاحتلال إسرائيل كل يوم وكل ساعة، ولكن الاختلافات الداخلية قد تشجع البعض على سلوكيات خطأ، ويمكننا أن نتفهم أن الخطاب التوتيري وإن اعتمد على أكاذيب وإشاعات قد يحدث في الداخل الفلسطيني، ولكن ما علاقة الفضائيات التابعة لمجموعة إم بي سي بخلافاتنا الداخلية؟ ما علاقة بوق إبليس في إشاعة انتشرت في الشارع الفلسطيني؟
إن الأزمة التي يعيشها الإعلام الخليجي المتآمر ضد إرادة الشعوب تجبرهم على البحث عن أي بصيص أمل يساند مخططاتهم الشيطانية، ولكن هل ضرب مناضلة فلسطينية _وهو لم يحدث_ سيوازي الضربة والخسائر التي تلقتها الإمارات في ليبيا؟ هل يعقل أن تتجاهل قنوات العربية والحدث وسكاي نيوز المقابر الجماعية بفعل مجازر الانقلابي حفتر في ترهونة وطرابلس لتنشغل في إشاعات وأكاذيب تافهة؟ هل يعقل أن يُتجاهَل فشل مشروع نيوم السعودي وانهيار الاقتصاد الإماراتي بسبب دعمهما الإرهابيين والانقلابيين في العالم والتفرغ لمتابعة إزالة عربة عن أحد الأرصفة في غزة من جانب شرطة "حماس"؟ ما هذه التفاهة والسخافة؟ على كل حال أنا سعيد جدا للحال التي وصل إليها أعداء الأمة وأعداء الثورات العربية، سعيد بقدر سعادة النائب في البرلمان التونسي الذي عبر عن سعادته لمتابعة تلك الفضائيات جلسات البرلمان التونسي وهم _"أصحاب فضائيات الفتنة"_ ليس لهم برلمان، ولا عندهم انتخابات إلا انتخاب أجمل ماعز وأجمل بعير.