فلسطين أون لاين

لا للتطبيع والمساعدات المشبوهة

الشعب الفلسطيني يعيش ظروفا صعبة بفعل الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى ثم بسبب الحجم الكبير للمؤامرات الدولية، سواء تلك التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية أو انبطاح كثير من الدول العربية والهرولة المتسارعة للارتماء في أحضان المحتل الإسرائيلي الغاشم على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني دون وجود أي مبرر لتلك الردة الوطنية التي أصابت بعض الأنظمة العربية.

نحن نعلم أن غالبية الأنظمة العربية تقيم علاقات مع دولة الاحتلال (إسرائيل)، سواء العلنية منها أو السرية، ولو أراد الشعب الفلسطيني أن يقاطع كل من يتعامل مع المحتل لوجد نفسه وحيدا معزولا عن العالم الخارجي، ولكن مصلحة شعبنا تقتضي التعامل بواقعية مع العرب وغير العرب، ولكن دون إبداء أي علامات استسلام لهذا الواقع أو المساس بثوابت شعبنا وحقوقه .

عندما قررت السلطة الفلسطينية قطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي وأكدت توقف كل أشكال التنسيق معه فاجأتنا دولة الإمارات بإرسال طائرة مساعدات للسلطة الفلسطينية  عبر مطار الاحتلال، ما اضطر السلطة إلى رفضها بشكل قاطع بذريعة عدم وجود تنسيق مسبق، ولكن الإمارات لم تأبه للأمر بل أرسلت طائرة أخرى قبل يومين ولم تخفِ هوية الطائرة كما فعلت في المرة الأولى وكأنها تتحدى الفلسطينيين وقادتهم وكأن لديها أهدافا خفية تريد تحقيقها كإحراج السلطة أمام بعض الأنظمة العربية أو إحداث بلبلة في الشارع الفلسطيني "حسب تصورهم" أو أشياء من هذا القبيل.

يقال إن الإمارات ستحول المساعدات إلى قطاع غزة في حال رفضت السلطة إدخالها إلى الضفة الغربية، وأنا أعتقد أنه لا يجب السماح بإدخال تلك المساعدات من الجهات المختصة في قطاع غزة، وقد يقول قائل: لماذا نرفض مساعدات دولة ونقبل من الأخرى، وأنا أقول إن العلة تكمن في النوايا، فبعض الدول تقدم مساعدات لقطاع غزة دون اشتراطات سياسية ودون أن يكون لمساعداتها دلالات فاسدة، أما المساعدات الإماراتية القادمة عبر مطار العدو الإسرائيلي فهي دعوة لباقي الدول العربية لتسيير رحلاتها لمطار بن غوريون، هل رأيتم الحمار "أجلَّكم الله" وهو يقود قافلة الإبل؟ هذا ما تحاول دولة الإمارات فعله، مع فارق بسيط أنها قافلة لا ناقة فيها ولا جمل، وإنما مجموعة خراف مستسلمة.

غزة تعاني، وهذا لا يمكن أن ينكره عاقل، ولكننا نرفض أن نفتح الباب للمهرولين العرب بحجة مساعدات إنسانية، كما أن تلك المساعدات لن تقضي على الفقر في غزة أو الضفة، ولو علمت الإمارات أن مساعداتها ستنهي المشاكل الفلسطينية دون أن يستفيد المحتل الإسرائيلي لَما فعلتها، وبالتالي أتمنى ألا يتم إدخال أي مساعدة مشبوهة إلى القطاع بذريعة أهل مكة أدرى بشعابها، فالقضية لا تتعلق بغزة وحدها وإنما بالقضية الفلسطينية، وهذا الكلام لا أقوله دعما للسلطة الفلسطينية وموقفها وإنما دفاعا عن قضيتنا وثوابتنا وتعزيزا لموقف الشعوب العربية الرافضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.