هاجم وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، داود الديك المجتمع الفلسطيني بذريعة الرد على معارضي قانون "حماية الأسرة من العنف" التي تستند إلى اتفاقية سيداو للانحلال الأخلاقي والديني.
بدأ الديك بالادعاء أن معارضي سيداو يتهمونهم "ربما يقصد الحكومة" بالردة، قائلًا: هذا ليس مستغربا على أباطرة الفكر التكفيري وصناع الموت، أنتم يا هؤلاء المرتدون عن الإنسانية وعن كل ما هو سوي... إلخ.
إذا نظرنا نجد أن كل الشعب الفلسطيني يعارض اتفاقية سيداو إلا ما ندر، ولم نسمع اتهامات بالردة، وإنما سمعنا الحكم بحرمة تطبيق الاتفاقية لمخالفتها الواضحة للشرع، وتبيان الحكم الشرعي لشيء لا يعني تكفير من يفكر في تطبيقه دون استحلاله. كلام السيد الديك فيه الكثير من التهويل واستخدام ما لا ينطبق على شعبنا الفلسطيني، فشعبنا ليس فيه أباطرة فكر تكفيري وصناع موت، الشعب الفلسطيني لا علاقة له بالدواعش والقاعدة حتى يتم اتهامه بهذا الشكل الفج والخطأ، ولكنه في الوقت نفسه يتهم المعارضين وهم غالبية الشعب بالردة عن الإنسانية وكل ما هو سوي، تخيلوا معي "كل ما هو سوي"، وهذا هذيان وهرطقة لن أقف عندها كثيرا.
من وجهة نظر الديك أن المعارضين لسيداو أو مشروع القرار الذي يتم تداوله لهم أسبابهم وهي: لا يريدون القانون "المنتظر" لأنه ينتشل الضحية من بين أنياب الجناة، ولأنه يسمح لأي جهة بتحريك الدعوى الجزائية ضد مرتكبي الجرائم الأسرية دون اقتصار ذلك على الضحية نفسها أو أحد أفراد أسرتها كما في القانون السابق، لأن القانون يحرم الجناة من الوصاية أو الولاية، وهناك أسباب كثيرة مشابهة لما ذكرناه. ولكن هل يعتقد الديك أن الشعب الفلسطيني المعترض على سيداو قرأ تفاصيل الاتفاقية أو أنه يعرف تبعات تطبيقها؟ هو فقط يعلم أنها مخالفة للشريعة الإسلامية كما أقر علماء الشريعة الثقات، كما يعلمون أن القانون يسمح بالإجهاض الآمن لمن مارسن الرذيلة، ويعرفون أيضا أن المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة لا تجوز، ويرفضون خداع وتضليل الفتيات وتشجيع الضعيفات منهن على الوقوع في الحرام ومصائب أخرى.
ما أريد قوله لوكيل الوزارة إن مجتمعنا الفلسطيني نظيف وعفيف ومحافظ على الدين ولا يجوز لك تشويهه بهذه الصورة القميئة ولا يهمني من أين جاءك هذا التصور، وإن كان هناك أخطاء فهذا تتحمله القلة المخطئة والقوانين المشجعة على ارتكاب الأخطاء، ويتحمله من جاء بحثالات الغرب والعرب إلى مجتمعنا لينشروا ثقافة الرقص المعاصر والعري والغناء والكيف، وأقول أيضا إن الأجواء التي كتبت فيها تعجب من هم حولك في الوزارة وخاصة وزيرك، وبعض النسوة في المؤسسات النسوية، وهذا ما أدى إلى حماسك الزائد ووقوعك في الخطأ الفظيع، ولكنه كلام يثير الشارع الفلسطيني ولن تتحمل تبعاته، وكذلك هو حجة لأطراف خارجية باتهام الشعب الفلسطيني بالتطرف، فلماذا لا تفكر قبل أن تكتب؟ ولماذا لا تعتذر إن أخطأت؟.