نعم لقي الدكتور رمضان شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي والذي شغل المنصب عقب استشهاد الدكتور فتحي الشقاقي ربه وهو ثابت على المبدأ لم يغير ولم يبدل وكان امنينا على المقاومة وحريصا على بقائها وتطويرها عبر حشد كل الإمكانيات ونجح في ذلك وتمكن من مساعدة المجاهدين على التطوير ورسم الخطط حتى باتت المقاومة وحركة الجهاد يعتد بها ويشار لها إلى جانب أخواتها من قوى المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام.
رمضان شلح لم يكن أمينا عاما لحركة الجهاد الإسلامي فقط بل كان أمنيا على فلسطين وعلى حقوق الفلسطينيين داعيا إلى ضرورة مقاومة المحتل بكل الصور والاشكال وأن المقاومة هي الطريق الاقصر للحقوق والتحرير. قال ذلك ولم يكتف بالقول بل صاحب القول العمل وهذا ما يميز القادة العظام من أمثاله وأمثال الشهداء ممن سبقوا الشقاقي والياسين والرنتيسي ومن جاء من خلفهم ولذلك تبقى سيرتهم العطرة باقية ما بقي الجهاد والمقاومة ومتواصلة ما بعد التحرير الذي مهدوا له الطريق بدائهم وأرواحهم وسنين حياتهم .
شلح كان يرك ثمن الدعوة والسير في طريق المقاومة ولو كان يرغب بالعيش والركون لعاش في وضعا اقتصاديا مريحا ولكان له ما يريد فهو يحمل شهادة الدكتوراه في جامعات عريقة وكان استاذا جامعيا ولو استمر في الأمر والتعليم لعاش كغيره من الزملاء؛ ولكنه شق طريقا مختلفا وهو يدرك ثمن ذلك ولكن لقناعة وإيمان منه بأن فلسطين كما تحتاج الاستاذ تحتاج المقاوم ومن يحمل البندقية للتحرير وطرد الغاصب رغم صعوبة الطريق وما يواجه السائرين فيها من مصاعب قد تصل إلى الشهادة أو الأسر ولكنه واصل في طريق ذات الشوكة طريق الجهاد والمقاومة فأبدع فيها كما ابدع من قبل بالتدريس وابدع إلى جانب المقاومة بالسياسة لأحتل بذلك المكان الذي كان فيه ولقي ربه عليه .
كان شلح وحدويا داعيا وعاملا على دعم الوحدة والدعوة لها وكان شقيقا وأخا لإخوانه من المجاهدين والمقاومين وكان على تواصل وتعاون وللقاء وتشاور مع إخوانه وخاصة قادة حركة حماس وعلى رأسهم الاستاذ خالد مشعل والاستاذ إسماعيل هنية ومن قبل بالشهداء الياسين والرنتيسي وكل من حمل البندقية ودعا للمقاومة وتحرير فلسطين. مهما تحدثنا عن ابي عيد الله لن نوفيه حقه ونحسبه شهيدا ولقي ربه ثابتا وترك من خلفه جيشا قويا قادرا بإذن الله مع بقية إخوانه من المجاهدين على التحرير والعودة إلى فلسطين وكنس الاحتلال .
رحمك الله يا دكتور رمضان رحمة واسعة وعوضنا الله عنك خيرا وقد اسست مع إخوانك الطريق نحو فلسطين قبل الرحيل ليواصل من بعدك من حمل الامانة وسار على نهج المقاومة والتحرير حتى اليوم المنشود والقادم بإذن الله وهو تحرير فلسطين كل فلسطين وإقامة الدولة على كامل التراب.