انتهت تدريبات عربات النار التي نفذها الجيش الصهيوني على مدى شهر مايو الماضي، وهي أكبر وأطول مناورة صهيونية منذ زمن طويل، وجزء منها كان في قبرص لمحاكاة هجوم قد ينفذه الكيان ضد إيران.
الاحتلال نصب ردارات له في الإمارات والبحرين وحوّلهما إلى مركزي تجسس متقدمين والأقرب للأراضي الإيرانية في محاولة منه لرصد تحركات إيرانية على الأرض، ولمزيد من التجسس والمراقبة لدولة إيران التي بات الاحتلال يجعل منها تهديدا وجوديا له، وخاصة أن الدولة الإيرانية على وشك امتلاك ما يؤهلها لتحضر القنبلة النووية.
الاحتلال يمارس عربدته ضد الأراضي السورية بالقصف بالطيران، وقد قصف أخيرًا مطار دمشق المدني بدعوى استخدامه في نقل أسلحة وخبراء إلى حزب الله.
الاحتلال يبحث وينقب عن الغاز في المنطقة الخاضعة للمياه اللبنانية، وحالة من التوتر تسود المنطقة بعد تهديدات حزب الله.
الاحتلال يقوم بعمليات تصفية واغتيالات لعلماء إيرانيين وخبراء في تطوير الأسلحة في قلب طهران.
الاحتلال يعربد ويمارس إرهابا في الضفة الغربية والقدس وفلسطين المحتلة عام ٤٨، ويشن حملة اعتقالات كبيرة طالت المئات من الشباب الفلسطيني.
الاحتلال يصادر الأراضي الفلسطينية ويسيطر على آلاف الدونمات في الضفة الغربية منها، لبناء المستوطنات وشق الطرقات وإقامة الحدائق على الأرض الفلسطينية.
الاحتلال يفكر بل يخطط لاقتطاع جزء من ساحات المسجد الاقصى وتحويلها لمنطقة يهودية يمنع وصل غير اليهودي إليها بل سيعمل على تحويلها إلى كنيس يهودي في وسيلة لفرض السيادة على ساحات المسجد الأقصى وإيجاد معلم يهودي ديني لتثبيت واقع صهيوني يهودي ديني على أرض عربية فلسطينية تمثل جزءًا من الحرم القدسي.
هل الاحتلال أمام كل هذه المخططات والأعمال والاعتقالات والمصادرات والاستفزازات يهدف إلى التحضير لمعركة قادمة؟ والسؤال هو: مع من ستكون المعركة؟ هل مع إيران، أم معركة على لبنان ضد حزب الله، أم ستكون المعركة مع الفلسطينيين تحديدا مع غزة ومقاومتها؟
أعتقد أن الاحتلال يحاول تأمين كل الجبهات، وفي نفس الوقت لا يفكر بأن تكون معركته الأولى مع إيران، ولا مع حزب الله في لبنان، ولكنه يؤمّن هذه الجبهات وهو يُحضّر لعدوان كبير على غزة بصفتها عنوانًا للمقاومة الفلسطينية، التي تشكل هاجسا وجوديا للكيان، وفي حال قيامه بهذا العدوان تكون عيناه نحو إيران، وجنوب لبنان، خاصة في ظل الحديث عن الجبهات المختلفة، المقاومة الفلسطينية وإيران، وحزب الله، والحديث عن تحالف، أو تعاون، أو غرف مشتركة.
الاحتلال يخطط لعدوان واسع على غزة ومقاومته في هدف يسعى ويعد له، ومن خلاله سيكون عدوانه على الضفة والفلسطينيين في الثمانية والأربعين.
هذا ما يفكر به الاحتلال ويعد له، وهنا السؤال: ماذا أعددنا له، وهل المقاومة في غزة تدرك ما يخطط له الاحتلال؟ قد لا أبالغ، أو يجانبني الصواب بأن المقاومة في غزة تدرك ما يخطط له الاحتلال، ويسعى لتنفيذه، ولا أعتقد في نفس الوقت أن المقاومة تغمض عينيها عما ينوي الاحتلال تنفيذه.
المقاومة تعد العدة بما لديها من إمكانات وتطور هذه الإمكانات بدرجة كبيرة وسريعة بما تملك، وهي تدرك أنها لا تملك ما يملكه الاحتلال، ولكنها تستعين بالله وتُعِدُّ ما استطاعت له من قوى حسب إمكاناتها.
نعم المعركة قادمة ووقودها غزة وكل فلسطين، ولن تكون معركة هيِّنة، بل حرب ضروس، سيستخدم الاحتلال كل ما يملك من قوة، والتي لم تعد تصلح للمعركة مع الفلسطينيين، وفي المقابل لن تتوانى المقاومة عن القتال والتضحية واستخدام ما لديها من قوة وجهد في هذا المجال، والعمل على تفعيل الجبهات؛ أولًا الفلسطينية، والعربية، والإسلامية، وأعتقد أنها ستكون أول المعركة الفاصلة التي سنكون فيها بإذن الله المنتصرين.