قررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة فتح المساجد أمام صلاة الجماعة ابتداءً من فجر غد الأربعاء، ويأتي هذا القرار بعد أقل من أسبوعين من العمل به في الضفة الغربية.
قرار وزارة الأوقاف لا يعني مطلقا اختفاء كورونا، وأعرف أن الجميع يعلم هذه الحقيقة، ولكن الممارسات على الأرض تدل على عكس ذلك تماما. من خلال تجربتنا في الضفة وجدت أن الالتزام بتعليمات الجهات المختصة عند حضور صلاة الجمعة لا يكاد يذكر، حيث التزم أقل من ثلث المصلين بإحضار سجادة الصلاة الخاصة بهم، والتزم أقل من 2 بالمئة بوضع الكمامات، والكمامة الطبية هي أهم عنصر من عناصر الوقاية من الإصابة بكورونا بعد التباعد الجسدي أو الاجتماعي كما يصفه البعض.
في الضفة الغربية الوضع أخطر بكثير من غزة، وأتوقع ارتفاع عدد المصابين خلال الأيام القادمة لأن المعابر بين الضفة الغربية ومناطقنا المحتلة عام 48 مفتوحة وتسمح بانتقال الفلسطينيين في الاتجاهين، ولا أقول العمال فقط وإنما تم السماح لأهلنا في الداخل بدخول الضفة، وقد لاحظت أن نسبة الالتزام بالحجر البيتي لغير المصابين أو غير الخاضعين للفحص من العمال العائدين من داخل "الخط الأخضر" شبه معدومة، وهذا دليل قاطع على عدم مبالاة المواطنين وإهمال المسؤولين، ما ينذر بخطر حقيقي يهدد الوضع الصحي في جميع أرجاء الضفة الغربية.
التعليمات التي أصدرتها وزارة الأوقاف في غزة كافية للحد من انتشار المرض، ولكنها لا تنفع دون التزام المواطنين، ولذلك أتمنى على الجميع الالتزام بالتعليمات، وكذلك لا بد من الجهات المختصة أن تتولى مراقبة الالتزام بالتعليمات وفرض مخالفات مناسبة للمخالفين المستهترين، لأن الوضع الصحي في قطاع غزة لا يحتمل انتشار وباء كورونا، وكما قلنا سابقا إن الوقاية هي الأداة الأقوى لدينا كفلسطينيين في الضفة أو غزة، وإن حدث أي خلل سندفع ثمنا غاليا، ولذلك لا يجب السماح بحدوث أي خلل من هذا القبيل ونتمنى السلامة للجميع، وهنيئا لكم العودة إلى بيوت الله.