تحدث الكاتب والقيادي في حركة فتح السيد نبيل عمرو حول مخطط الضم الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه، وعن صفقة القرن ووحدة الشعب الفلسطيني. عدَّ نبيل عمرو أن الاهتمام بوحدة شعبنا أولى من الاهتمام بجريمة الضم، لأنه لن يكتب لها النجاح حسب رأيه، فلن تحظى بشرعية دولية ولا عربية ولا فلسطينية، ولكن بالوحدة الوطنية يمكننا إفشال صفقة القرن وكل المخططات الإسرائيلية، وأتفق معه في كل ذلك تقريبًا، ولكنه اقترح أن يتم تسليم ملف صفقة الأسرى لمنظمة التحرير حتى تفاوض باسم الكل الفلسطيني، وهنا أقول إن نبيل عمرو خرج عن سياق الأفكار البناءة والمقبولة وعاد إلى الأفكار الحزبية غير المفهومة.
ما الذي فعلته منظمة التحرير الفلسطينية حتى تشجع حركة حماس على تسليمها ملف الأسرى؟ فالمنظمة هي السبب الرئيس في استمرار الانقسام، وهي السبب في تعطيل المجلس التشريعي والحياة السياسية الفلسطينية، فلماذا سيتم تسلميها ملف الأسرى؟ ما هذه الأفكار العجيبة التي خطرت على بال صاحب فكر كنت أظنه عقلانيًّا نوعًا ما؟ منظمة التحرير لديها مشروع متناقض مع مشروع حركة حماس، ولذلك لا يمكنها التفاوض نيابة عن حماس ولا باسم الكل الفلسطيني لأنها لا تمثل الأغلبية الفلسطينية وإنما الأقلية حسب آخر انتخابات تشريعية.
كما نقول في كل مرة، لا نعلم أين وصل الحوار غير المباشر بين دولة الاحتلال إسرائيل وحركة حماس فيما يتعلق بصفقة الأسرى، ولكننا نعتقد أن حماس لديها القدرة على التفاوض وعلى إنجاز صفقة مشرفة لشعبنا بكل أطيافه، ولصالح جميع الأسرى دون تمييز، كما أن بنود الصفقة المتوقعة لن تتعارض بأي شكل من الأشكال مع ثوابت شبعنا وحقوقه ومصالحه العليا، أي لن يكون هناك أي موافقة من جانب المقاومة على نبذ "العنف" أو "الإرهاب" كما يزعمون من أجل تنفيذ الصفقة، ولو كانت المنظمة هي المسؤولة عن الصفقة لوافقت على مثل هذا البند دون نقاش، ولذلك نقول للسيد نبيل عمرو إن منظمة التحرير غير مؤهلة لتمثيل كل الشعب الفلسطيني ولا هي مؤهلة لتولي ملف صفقة الأسرى نيابة عمن يمتلك كل الأوراق اللازمة لتنفيذها.