فلسطين أون لاين

قضية مسلمين لا قضية مهرجين ومنحلين

يقول الله عز وجل في محكم تنزيله: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)، هذه الآية الكريمة من سورة الملك أول ما خطر في ذهني حين هوت أسعار النفط إلى ما دون الصفر للعقود الآجلة للنفط الخام في أمريكا في 20 إبريل الماضي، وما زالت أسعار النفط في الهاوية تحت 20 دولارًا للبرميل سواء في الخليج أو سواها من الدول المنتجة للنفط.

لاحظنا أنه في لحظة معينة لم يعد للنفط قيمة، أي أن الله عز وجل كما هو قادر على جعل الماء العذب غائرًا في الأرض، بعيد المنال، لا تصله الأيدي ولا الدلاء ولا أي وسيلة بشرية أخرى؛ ما قد يؤدي إلى هلاك الناس، فإن فقدان النفط لقيمته أمر ممكن في أي لحظة، وقد يكون عبئًا على أصحابه وخسارة ما بعدها خسارة، ولذلك لا بد لكل مسلم أن يدرك أن النعم قد لا تدوم مع المعاصي والنكران، فكيف لها أن تدوم إن تم تحويل نعم الله من أموال ونفط لأداة لتثبيت الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، كما تفعل بعض الأنظمة العربية العميلة.

في الآونة الأخيرة اشتد الهجوم على الشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته، وانتقل من أفراد على السوشيال ميديا إلى حملة منظمة تشتمل على أفلام ومسلسلات وبرامج تلفزيونية ممولة من شخصيات سعودية وإماراتية بالتعاون دون شك مع جهات أمريكية وأخرى إسرائيلية.

الفكرة التي يعملون على الترويج لها هي أن القضية الفلسطينية ليست قضيتهم، وهذا أمر مفروغ منه من الأساس، فالقضية الفلسطينية قضية كل مسلم يؤمن بالله ورسوله وما جاء في القرآن الكريم، وليست قضية علمانيين أو ملحدين أو منحلين أخلاقيًّا سواء كانوا فنانين أو سياسيين أو أي ما كانوا، فهؤلاء ليسوا أكثر من ظاهرة صوتية وواجهة لأنظمة تفتقد الشرعية وتقمع شعوبها، فكل من يهاجم فلسطين والفلسطينيين والمقدسات ينال اللعنات من أبناء شعبه، فالشمطاء الرقطاء حياة الفهد "أم هارون" لعنت على كل لسان كويتي وخليجي وعربي، وقس على ذلك باقي الحثالات الذين باعوا شرفهم ودينهم وضميرهم مقابل شهرة زائفة لا قيمة لها مثل المهرج ناصر القصبي وغيره.

بالنسبة لموضوع الأموال التي تأتي للشعب الفلسطيني من دول الخليج نقول إن بعضها كان يأتي من الشعوب إلى الشعب الفلسطيني، وتلك كانت تبرعات مباركة داعمة لمقاومة الشعب الفلسطيني وصموده أمام جرائم المحتل الإسرائيلي، ولكنها للأسف توقفت عندما رضخت أنظمة الخليج للضغوط الأمريكية قبل 15 عامًا، وما يأتينا اليوم سوى الأموال المسيسة من أجل محاربة ما يسمى الإرهاب والمقصود به منع المقاومة من الظهور، مع دعم كل مظاهر الانحلال والانحطاط الأخلاقي وكل ما يتماشى مع سياسة أنظمة تأكد للجميع أنها تحارب الشعوب العربية حتى لا تنعم بالحرية.