يتفق مراقبون أن ثمن اغتيال الأسير المحرر مازن فقها، بدأ يدفعه الاحتلال، من خلال حالة الاستنفار الأمني الكبير على الحدود مع قطاع غزة، ومحاولة الإعلام العبري تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لرد كتائب القسام على اغتيال القائد البارز في صفوفها.
وأمام ذلك، يبين الخبير في الشأن الإسرائيلي هاني أبو سباع، في قراءته للزوايا التي يتناول منها الإعلام العبري جريمة الاغتيال، أن هناك حالة رعب نفسي متواصلة كبيرة يعيشها المجتمع الإسرائيلي، وهو ثمن أولي يُدفع إثرَ جريمة الاغتيال، وهناك استدعاء سري لجنود الاحتياط لم يتحدث عنه الإعلام.
وتطرق أبو سباع في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن الإعلام العبري تحدث عن ملصق كبير وضع في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مؤخرًا، يحتوي على صورة الشهيد فقها ومقاوم يحمل مسدسًا كتب عليها باللغتين العربية والعبرية "الجزاء من جنس العمل".
ورجح الإعلام العبري خروج حماس عن قواعد اللعبة، وستنفذ نشاطًا خارجيًا لأول مرة ردًا على الاغتيال.
وذكر أن التحليلات الإسرائيلية، تتحدث أن هناك ردًا بنسبة 100% وسيكون مختلفًا، موضحًا أن ذلك بهدف تهيئة الرأي العام في دولة الاحتلال بأن الرد ربما يكون في قلب الكيان بنفس المستوى بما يكافئ تضحيات الشهيد فقها، وهذا ما تم شرحه كثيرًا في تفسير ما جاء ببيان القسام، متوقعًا أن الرد لن يطول.
وكل هذه الإجراءات، وفق أبو سباع، تشير إلى أن الاحتلال مرتبك، مبينًا أن الإعلام العبري يتحدث عن أن الاغتيال "تحدٍ لقيادة حماس الجديدة، وأن العملية جاءت بعد تقارير استخبارية تفيد بأن بنك الأهداف يخلو من أي شيء عن الأنفاق، كذلك عن التجارب الصاروخية لحماس عبر البحر، والهدف من ذلك طمأنة الجبهة الداخلية".
وهناك ثلاثة أسئلة مطروحة، كما تابع أبو سباع، في الإعلام العبري، عن مكان رد القسام, وحجمه، ونوعية الهدف, وتعددت التحليلات في هذا الجانب سواء باغتيال شخصية بالخارج، أو مهاجمة بعض الأهداف لدى الاحتلال، أو تنفيذ عملية كبيرة.
وأشار أبو سباع إلى أن إعلام الاحتلال روّج أن العملية جاءت من البحر لتشتيت أنظار المحققين بغزة، وأن الجريمة الاغتيال تمت من خلال قارب صيد، وكل هذا بهدف تشتيت الأنظار.
ويحاول ذلك الإعلام، حسب أبو سباع، إشباع الحالة العامة وتحقيق الرضا عن عملية الاغتيال، حتى وإن حدث الرد يكون المجتمع ملتفًا حول مؤسساته.