فلسطين أون لاين

المصالحة تُطلُّ برأسها كالعادة

لاحظت أنه كلما حدث حراك في قطاع غزة من شأنه أن يؤدي إلى تخفيف الحصار عن القطاع يتم تحريك ملف المصالحة من جانب منظمة التحرير الفلسطينية، حيث لاحظنا ذلك في أعقاب كل هزيمة تتلقاها دولة الاحتلال على يد المقاومة في غزة، وكذلك عندما فكر المحتل الإسرائيلي في التخفيف عن قطاع غزة بسبب الضغط الذي تسببت به مسيرات العودة، وكذلك تطل المصالحة برأسها كلما زاد الحديث عن تقدم في صفقة الأسرى أو عندما تطالب حركة حماس بذلك كما هي الحال الآن، ولكن جهود المصالحة تخمد من جديد عندما تزول الأسباب ويعود الحصار إلى حاله.

السيد روحي فتوح طالب حماس بالوحدة الوطنية والانصهار في منظمة التحرير الفلسطينية كحل وحيد لإنهاء جميع المشاكل الصغيرة والكبيرة. اتفاقية القاهرة تتضمن دخول حماس منظمة التحرير، ولكن هناك آلية لتحقيق تلك الخطوة إضافة إلى خطوات كثيرة لا بد من تحقيقها، ولا يمكن لأي فصيل خارج منظمة التحرير أن يعترف بالمنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا قبل إعادة تأهيلها حسب اتفاقية القاهرة، ولا يمكن اختزال اتفاقية القاهرة أو وثيقة الوفاق الوطني ببند مجزوء وهو الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.

منظمة التحرير ليست عصا سحرية بيد الفلسطينيين لتحل كل مشاكلهم الصغيرة والكبيرة، والدليل أن المنظمة لم تستطع حتى اللحظة تطبيق اتفاقية أوسلو رغم كل التنازلات التي قدمتها، ومنظمة التحرير لا تمثل كل الفلسطينيين، بل تمثل أقل من النصف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأقل من ذلك بكثير خارجها، فلماذا لا نختصر كل المناكفات والسجالات التي لا تقدم ولا تؤخر ونذهب إلى انتخابات عامة بعد انتهاء أزمة كورونا؟ ولكن إلى ذلك الحين لا بد من الالتقاء على قواسم مشتركه تمكننا من اجتياز وباء كورونا وبقايا صفقة القرن والنوايا الإسرائيلية لضم الضفة الغربية.

في الختام أود تذكير السياسيين والكتاب والمحللين بأن "السلطة الفلسطينية" تعني الرئاسة والمجلس التشريعي وما ينبثق عنهما من مكونات أخرى. يمكنكم الرجوع إلى الدستور الفلسطيني لتتأكدوا أن السلطة لا تعني الرئاسة وحدها، ولا تعني المجلس التشريعي وحده، ولكن البعض يعتقد أن الشرعية تكون حيث كان، وهذا تفكير عقيم سيؤدي بالضرورة إلى زوال أي تنظيم يتبناه.