فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

عمال اليومية يناشدون الجهات الرسمية لمساعدتهم في ظل أزمة كورونا

...
غزة- فاطمة الزهراء العويني

انعكست الأزمة القائمة بسبب جائحة "كورونا" سلبًا على قطاعات كبيرة من أبناء شعبنا خاصة الذين يعملون بشكل يومي لتحصيل رزقهم كأصحاب البسطات والسائقين في ظل انعدام شبه كامل لحركة المواطنين الذين يلتزمون منازلهم، في إطار الإجراءات المتخذة لمكافحة الوباء العالمي، إذ أصبح هؤلاء بحاجة لمساعدات مالية ماسَّة لتوفير القوت لذويهم.

أسامة اشتيوي صاحب بسطة حلويات، كان يعمل يوميًّا بالقرب من الجامعات الثلاث في غزة، والآن مع عدم انتظام العملية التعليمية وغياب الطلبة أصبح في عداد العاطلين عن العمل، كما قال.

وأضاف لـ"فلسطين": "منذ عاميْن افتتحتُ هذا المشروع لإعالة أسرتي المكونة من أمي وزوجتي بعد أن فقدت الأمل بالحصول على وظيفة بشهادتي الجامعية في ظل شح فرص العمل بغزة".

وتابع: "كنتُ أوفر من عملي الطعام والشراب لأسرتي، أما اليوم ومنذ شهر وحركة الناس في البلد مشلولة، ولا توجد حركة أو زيارات اجتماعية، فأصبحت بلا أي دخل".

ويصف وضعه الاقتصادي قبل أزمة كورونا بأنه صعب أصلًا، إذ لم يسدد بعد ديون زواجه فيما يقف اليوم عاجزًا عن توفير قوت يومه ليضطر للاستدانة من الآخرين.

انعدام فرص العمل

وأشار إلى أنه "لا يوجد أي فرص عمل في الوقت الحالي الذي تسرح فيه الشركات الكبيرة عمالها"، لافتًا في السياق الانتباه إلى أنه لا يتحصل على أي مساعدات إغاثية من أية جهة.

ودعا اشتيوي الجهات الرسمية لمساعدته ومساعدة الآخرين من المتعطلين عن العمل الذين يعملون بنظام المياومة.

بدوره، اشتكى السائق أحمد مسلم من سوء الوضع الاقتصادي إثر أزمة "كورونا"، قائلًا:" كنتُ أقوم بتوصيل طلبة مدارس ومعلمات اعتمد على مدفوعاتهم الشهرية في دخلي بشكل أساسي، بجانب عملي اليومي لتوصيل الناس في الطرقات".

وأضاف لـ"فلسطين": "منذ إعلان حالة الطوارئ، قلما تجد مواطنًا في الشارع، ما جعلني أتوقف عن الخروج للعمل لكوني أخسر وقودًا بلا مقابل"، كما قال.

وأشار إلى العمل أيضًا بنظام "الطلبات" في الوضع القائم شبه متوقف، فالأماكن الترفيهية مغلقة والزيارات الاجتماعية خفيفة في ظل التحذيرات الصحية.

وتابع مسلم: "بتُّ عاجزًا عن توفير لقمة العيش لأسرتي وحتى أقساط سيارتي ولا أدري ماذا أفعل إذا طال الأمر.. أرجو أن ينظر لنا المسؤولون بعين الرأفة ويساعدوننا خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان".

أعباء إضافية

وفي السياق، ناشد عمال الأسواق الشعبية الأسبوعية، الجهات الرسمية في قطاع غزة والضفة الغربية "للتدخل للنظر إلى أحوالهم".

وأشار عمال الأسواق في بيان صدر عنهم، الخميس، إن هذه الأسواق "كانت مصدر دخلهم الوحيد والبسيط ونعيل عائلاتنا من ورائها".

وأضافوا أنه بسبب جائحة كورونا "والتزامًا منا بقانون الطوارئ والحجر عُطِّل العمل وجلسنا في البيوت وليس لنا مصدر دخل ثانٍ غيره وهذا ما زاد الأعباء علينا".

وتمنى هؤلاء على كل الجهات المسؤولة والمختصة "النظر لنا بعين الرأفة ووفق ما يقتضيه القانون"، شاكرين في الوقت ذاته "جهودهم المميزة والرائعة في مواجهة جائحة كورونا".

قيد الدراسة

بدوره بين مدير عام التعاون العربي والدولي بوزارة العمل في غزة، ماهر أبو ريا، أن الوزارة تنتظر انتهاء تسجيل القطاعات المتضررة من "كورونا" على الرابط الإلكتروني الذي أطلقته السبت الفائت لحصر كل المتضررين من الوضع الحالي من الذين يعملون بنظام "المياومة".

وأضاف أبو ريا لـ"فلسطين": "بعدها سنقوم بفرز الأسماء وتنقيحها وفقًا للبيانات الحكومية وبيانات الاتحادات الناظمة للقطاعات المتضررة لتحديد الأسماء المستحقة للمساعدات الحكومية التي ستكون بقيمة مليون دولار وتشمل كل تلك القطاعات".

وبين أن الوزارة تواصلت مع الكثير من الجهات المانحة لتعزيز صمود العمال وجلب دعم مادي لهم في ظل الأوضاع الراهنة ولمست تجاوبًا من بعض الجهات لكنه لم يترجم حتى الآن على أرض الواقع، كما قال.