فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

مطالب بتدخل سلطة النقد والاقتصاد

مكاتب صرافة وحوالات تتلاعب بأسعار صرف العملات بغزة

...
غزة- رامي رمانة

تستغل مكاتب صرافة وحوالات بغزة ظروف الناس الراهنة وتتلاعب بأسعار صرف العملات، وتفرض على المواطنين استلام حوالاتهم بعملة الشيقل، في ابتزاز واضح للمواطنين، الذين طالبوا الجهات المختصة التصدي للإجراءات المخالفة للأنظمة.

وتستدعي هذه الإجراءات المخالفة ضرورة تدخل سلطة النقد، ووزارة الاقتصاد الوطني، واتخاذ الإجراءات والوسائل القانونية اللازمة لاستقرار أسعار صرف العملات وفقاً لأسعارها الحقيقية في السوق دون أي ابتزاز.

وقال المواطن يوسف طه: حينما ذهبت إلى مكتب صرافة في النصيرات وسط قطاع غزة، لاستبدال "350 " دولارا، بعملة الشيقل أول ما بادره الصراف إن كان بحوزته دولار أبيض أم أزرق.

وبين طه لــصحيفة "فلسطين" أن المكتب طلب شراء المائة دولار "الأبيض" بـأقل عشرة شواقل عن الدولار "الأزرق"، وأشار إلى أنه اضطر إلى البيع لذلك المكتب، لأنه أفضل العروض التي قدمت له، إذ إن بعض المكاتب ترفض شراء الأبيض، والبعض الآخر يبخس كثيراً.

وأهاب بالمسؤولين التدخل لإلزام المكاتب والصرافين الأفراد بالامتثال للأسعار الحقيقية، والتقيد بالقوانين المعمول بها.

ونبه المواطن محمد عسلية من مدينة غزة، إلى أن والدته حينما تذهب لاستلام حوالتها من شقيقه في الخارج، لا تأخذها بعملة الدولار كما هي مرسلة، وإنما يفرض عليها الصراف الاستلام بعملة الشيقل، مشيراً إلى أن ذلك التصرف يجبر الوالدة على بيع الدولار في وقت لا ترغب فيه، خاصة إذا كان سعر الدولار منخفضا في السوق.

وأضاف عسلية لصحيفة "فلسطين" أنه استفسر من أصدقاء له من الضفة الغربية عما إذا كانوا يواجهون نفس ما يواجهه المواطن بغزة من تعاملات محلات الصرافة بشأن الدولار الأبيض والحوالات، فنفوا ذلك، وأن الأمور تسير بسلاسة.

وتواصلت صحيفة "فلسطين" مع أحد مكاتب الصرافة، للاستفسار عن الأسباب، حيث بين أحدهم دون الإفصاح عن اسمه، أن المكاتب تخشى التعامل مع الدولار الأبيض لأن درجة المخاطرة به مرتفعة، فقد يكون مغسولا، أو مهترئا، أو مزورا، في حين أن الدولار الأزرق يصعب تقليده.

وأضاف المكتب أيضاً أن (إسرائيل) تغلق الآن بوابة معبر بيت حانون/  إيرز أمام تنقل التجار الذين كانوا ينقلون الدولار الأبيض لاستبداله في سوق الضفة الغربية.

ولفت إلى تحمل المصارف العاملة بغزة جزءا من المسؤولية لأنها ترفض استقبال الدولار الأبيض بل وتسهم في زيادته في السوق المحلي سواء عبر صرافتها الآلية أو بتعاملات غير مباشرة مع مكاتب صرافة.

وأشار إلى أن بعض المكاتب تتحين فرصة موعد صرف رواتب الموظفين، الذين يتقاضون أجورهم ومساعداتهم بالدولار، وكذلك موعد صرف المنحة القطرية للأسر الفقيرة في خفض سعر شراء الدولار.

من جهته قال الاختصاصي الاقتصادي د. رائد حلس: لا شك أن وجود عملة الدولار القديم يؤرق المواطنين في غزة ويتسبب في خسارتهم نتيجة الاختلاف في سعر الصرف، حيث يتم صرف الدولار الأبيض بسعر أقل من الدولار الأزرق بنسبة تصل إلى 8 % .

وأضاف حلس لصحيفة "فلسطين" أن ذلك تسبب في حدوث خلافات بين المواطنين وأصحاب محلات الصرافة، وحتى مع البنوك العاملة في قطاع غزة التي تغذي الصرافات الآلية بالعملة القديمة المهترئة والبيضاء.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي في الأساس يرفض استبدال هذه العملات بالعملات الجديدة رغم محاولات سلطة النقد الفلسطينية المبذولة لاستبدالها.

وأشار إلى أنه في كل الأحوال لا بد من تدخل سلطة النقد الفلسطينية  وإجبار محلات الصرافة على استقبال العملات القديمة والجديدة بالسعر نفسه لحين نجاح جهودها في استبدالها بالجديدة.