عندما يعم البلاء على كوكب الأرض والوطن العربي وعلى فلسطين لا بد أن يتوحد البشر ويتوحد العرب وكذلك الفلسطينيون، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، وقد يكون وباء كورونا عاملًا من عوامل الفرقة والانقسام وربما الحرب.
من حق مسؤول إيطالي إسقاط علم الاتحاد الأوروبي ووضع العلم الإيطالي مكانه، لأن الاتحاد الأوروبي تخلى عن ايطاليا في وقت هي في أمس الحاجة إلى المساعدة والعون، وفرنسا تقول إنها تحارب الوباء دون سلاح، والولايات المتحدة الأمريكية تلقي باللائمة على الصين لفقدانها السيطرة على الوباء وتقول إن إخفاء الصين لمعلومات مهمة ساهم بنشر الوباء في كل أرجاء المعمورة، وهذه مؤشرات على إمكانية حدوث انهيار للاتحاد الأوروبي ومعركة من نوع جديد بين أمريكا والصين.
الخلافات آنفة الذكر لها علاقة مباشرة بوباء كورونا ولها ما يبررها، ولكن أن تصر بعض الدول العربية على مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين عبر فضائياتها فهذه سخافة ما بعدها سخافة، وأن تصر كذلك بعض الأبواق الفلسطينية على مهاجمة حركة المقاومة الإسلامية حماس فهذه لا تقل سخافة عن تلك، فالوقت ليس وقت تصفية الحسابات الحزبية والفصائلية، وإنما وقت تصفية النفوس ووحدة الصف ومراجعة الذات والتفرغ للكارثة التي حلت بالوطن العربي وقد تضرب بلا هوادة الأراضي الفلسطينية.
فضائية العربية تخصص برنامجًا تشارك فيه مجموعة من العلمانيين الجهلة والجهلة من غير العلمانيين لمهاجمة الإخوان، ولا تغفل عن دس الأخبار الكاذبة ضد تركيا وقطر ومن تتهمهم بمساندة الإخوان، وكذلك فعلت صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية التي تناست التصاعد المخيف لأعداد المصابين بفيروس كورونا، وغفلت عن خطأ الحكومة التي سمحت بذهاب أكثر من 100 ألف عامل داخل الخط الأخضر ليشكل هذا القرار ومضاعفاته أسوأ كابوس ينتظره شعبنا الفلسطيني، علمًا بأن اصواتا كثيرة حذرت الحكومة من السماح للعمال بالتوجه للعمل داخل الخط الأخضر. أقول إن صحيفة الحياة الجديدة تناست كل ذلك وتفرغت لمهاجمة حركة حماس مدعية عدم التزامها بقرارات منظمة التحرير والسلطة.
ألا تعلم الحياة الجديدة أن المصالحة لم تتم ولا تعترف حماس بالسلطة ولا تعترف السلطة بحماس؟ رغم ذلك تتخذ الجهات المختصة في قطاع غزة التدابير اللازمة لمنع انتشار وباء كورونا، والنتائج حتى هذه اللحظة تدل على نجاح حماس وباقي الفصائل في قطاع غزة في السيطرة على انتشار الوباء، ونتمنى على الحياة الجديدة وغيرها من المؤسسات الإعلامية أن تنادي الأطراف الفلسطينية للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لمواجهة فيروسي الاحتلال وكورونا بدلًا من كتابة الأخبار والمقالات والافتتاحيات التي تغازل فيها أصحاب القرار استجداء للترقيات والمنح والهبات، فهذا نفاق مكشوف ولا يصلح للمراودات الوطنية.