فلسطين أون لاين

واقع أطفال الشلل الدماغي في قطاع غزة

إن تعش في ظروف اقتصادية صعبة فبالإمكان أن تتغلب عليها، ولكن أن تكون من الـأطفال ذوي الإعاقة المتعددة والحركية، وتكون من أنواع العجز ما يسمى الشلل الدماغي، أو تكون أحد أولياء أمورهم تتابع برامجهم وتذهب يوميًّا لمتابعة معاناتهم وتعيشها، فتلك معاناة كبيرة، وخاصة في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية الصعبة في قطاع غزة.

فالشلل الدماغي تعرفه منظمة الصحة العالمية أنه الحالة الناتجة عن إصابة جزء صغير من الدماغ، الذي يتحكم في الحركة في مرحلة مبكرة من الحياة قبل أو بعد الولادة، ما يؤدي إلى اضطرابات في عمل العضلات التي تتلقى معلومات وأوامر خطأ تجعلها في حالة صلابة أو رخاوة من دون إصابتها بالشلل، ومن ثم يحدث اضطراب في الحركة وفي المحافظة على وضعية الجسم.

وتختلف الإصابة من خفيفة إلى شديدة، الإصابة غير مترقية، التدريب والتأهيل المبكران للأطفال ومتابعتهم خلال مراحل تطورهم ضروريان للتحسن، قد يرافق الإصابة الحركية اضطرابات في النظر، أو السمع، أو التواصل، أو القدرة على التعلم، وتشاهد الإصابة في جميع أنحاء العالم وفي الأوساط الاجتماعية والعائلية كافة.

إذن الشلل الدماغي هو إصابة الدماغ في مرحلة مهمة في أثناء تشكله وتطوره قبل أو في أثناء أو بعد الولادة، ينتج عنها عقبات حركية، مع الحفاظ على إمكانات فكرية جيدة، وهذه الإصابة الدماغية غير مترقية، ويمكن أن تترافق مع اضطرابات في التواصل، أو النطق، أو البلع, أو التعلم, أو النظر، أو السمع، وقد تترافق مع الصرع.

إحصائيات وأرقام

ويبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون شللًا دماغيًّا في قطاع غزة (3013 شخصًا) مسجلة ومرصودة لدى الإغاثة الطبية الفلسطينية والجمعية الوطنية لتأهيل المعوقين، وربما هناك المئات من الحالات غير المسجلة.

وحسب التقارير الواردة يوجد في محافظة شمال قطاع غزة (720 شخصًا) يعانون شللًا دماغيًّا.

وفي مدينة غزة (852 شخصًا) يعانون الشلل الدماغي، وفي المحافظة الوسطى (467 حالة) تعاني شللًا دماغيًّا، وفي محافظة خان يونس (710 حالات) من أطفال الشلل الدماغي، منها (291 شخصًا) في مناطق القرى الشرقية من محافظة خان يونس، ويوجد (264 شخصًا) يعانون شللًا دماغيًّا في محافظة رفح.

وبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة المسجلين لدى الجمعية الوطنية لتأهيل المعوقين وبرنامج التأهيل المجتمعي بجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية(43902 شخص) في محافظات قطاع غزة كافة، حيث تبلغ نسبة حالات الشلل الدماغي (6.9%) من إجمالي الإعاقات المسجلة بالجمعيتين، بنسبة (24%) في محافظة شمال قطاع غزة وبنسبة (28%) في مدينة غزة و(15%) في محافظة الوسطى و(10%) في القرى الشرقية من محافظة خان يونس، وبنسبة (14%) في مدينة خان يونس وضواحيها، وبنسبة (9%) في محافظة رفح.

حرمان كبير

أما الخدمات التي تقدم لهؤلاء الأطفال فهناك نقص كبير فيها، و قليلة جدًّا، ما أثر سلبًا في حياة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي.

ومن الخدمات الأساسية التي يستحقها الأطفال المصابون بالشلل الدماغي (خدمات التشخيص المبكر وخدمات العلاج الطبيعي وخدمات العلاج الوظيفي وخدمات النطق واللغة وتوفير الحفاضات والحليب الخاص والأطعمة والأدوية المستمرة والمراجعة الطبية المستمرة).

وتجدر الإشارة إلى أنه إن ربطت هذه الخدمات بالتكلفة المالية فإن القيمة النقدية ستكون عالية جدًّا، ما يجعل أسر الأطفال المصابين بالشلل الدماغي لا يستطيعون الاستمرار في معالجة أبنائهم وأطفالهم.

يشارك في عملية تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة للوصول إلى تحسين البنية الصحية والجسدية والنفسية فريق متعدد التخصصات من أطباء الأطفال وأطباء الأعصاب، وجراحي العظام، واختصاصيي العلاج الطبيعي واختصاصيي التخاطب واختصاصيي التغذية واختصاصيي الدعم النفسي والاجتماعي واختصاصيي التأهيل المجتمعي.

وتختلف أعراض الشلل الدماغي لكل طفل، وبعض الأعراض لا يمكن ملاحظتها، في حين أن بعضًا أخرى أكثر حدة، وستحدد شدة إصابة الدماغ لدى الطفل في النهاية الأعراض التي تظهر.

نصائح وإرشادات

إن أفضل نصيحة بمكن تقديمها لأسرة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي -مهما كانت درجة الإصابة- أن تتعامل مع طفلها كطفل له شخصية خاصة به بغض النظر عن احتياجاته، وعدم تجاهله، والاعتراف به، وأن لديه قدرات يمكن أن تُنمى، وأن يكون لها دور كبير في إحداث تحسن ملحوظ عليه، وعدم إصدار الأحكام بعدم القدرة والتفاعل الاجتماعي والتحسن الجسدي، والتركيز على الطفل والعمل معه منذ الصغر، واستثمار قدراته لتطوير المهارات الحركية والاجتماعية واللغوية، وأن يكون لدى الأم قدرة على التحمل وصبر وهي تتعامل، فلن تحصد نتائج إيجابية في وقت قصير، بل يجب أن تتعامل معه بنفس طويل وصبر كبير، وتؤمن أن التحسن يأتي مع القدرة على استيعاب كل التطورات الوقتية لعملية التدخل.

فلا تمر الأسرة بلحظات من الضعف والتعب والإرهاق واليأس والخوف، وإن وصلت إلى هذه الدرجة فإن برامج التدخل لن تأتي بثمارها أو بأي جديد على حالة الطفل.