انتشار فيروس "كورونا"حول العالم يقتضي أن يقوم الصحفيون بمتابعة هذا الوباء بشتى الطرق المهنية المتاحة التي تضمن الوصول للمعلومات الدقيقة حول ما يحدث ومن كافة الجوانب سواء المرضى في حال الخطر وفي غرف الإنعاش أو المصابين في الحجر أو المشتبه بإصابتهم أو المؤتمرات الصحفية التي تعقدها الجهات المختصة أو المسؤولين أو حتى الاختلاط بالناس في الشارع ومتابعة كيفية تعاملهم وسير حياتهم في ظل انتشار الوباء وخطر العدوى.
وبناء على الحوارات التي تدور في أوساط الزملاء الصحفيين حول الطريقة الأمثل للتعامل مع مثل هذه الظروف فقد وجدت ومن واقع الخبرة الشخصية أن أضع جملة من المحددات التي يجب أخذها بعين الاعتبار من قبل الزملاء الصحفيين كأفراد أو مؤسساتهم وهي مجرد اجتهاد يتطلب مزيدا من التطوير ومساهمة الزملاء والخبراء لتحويلها إلى سياسات خاصة بتغطية انتشار الوباء.
أولًا: تطبق مباديء وأخلاقيات العمل المهني في كل الظروف وعلى سبيل المثال هنا يجب مراعاة خصوصية المرضى والمصابين وعدم تصويرهم بدون إذن وعدم نشر صورهم إذا لم يسمحوا بذلك. ويشمل ذلك الدقة والمصداقية وعدم التهويل أو إثارة الفزع وإعطاء الحق للرد على أي اتهامات إلخ.
وثانيًا : لا بد من وضع بروتوكول لإجراءات السلامة من قبل الجهات المنظمة للعمل الصحفي بالتعاون مع الجهات الصحية المختصة بالعدوى والأوبئة والجهات النقابية وكذلك إدارة المؤسسة الإعلامية التي يجب أن تنتبه وتضع مجموعة من السياسات تلزم بها العاملين في الميدان ومن يتطلب عملهم الاحتكاك بالمصابين أو المحجورين أو حتى المجتمع .
ثالثاً : بعض الصحفيين يندفعون ويعرضون أنفسهم وغيرهم للخطر ظنا منهم أنهم يحققون سبقا صحفيا. والقاعدة الذهبية دائما هي سلامتك أولًا.
ونريدك أن تنقل الخبر لا أن تكون أنت الخبر لا سمح الله. لذلك المسؤولية فردية أيضا، وعلى هؤلاء الزملاء أن يقدروا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وإمكانية أن يتسببوا في كوارث تسبب مزيدًا من الضحايا والإصابات مما يرتب عليهم مسؤوليات أخلاقية وقانونية أيضا.
وفي معظم البلدان التي مرت بمشاكل وظروف عمل في حال الخطر هناك تدريبات خاصة يحصل عليها الصحفيون لكي يحموا أنفسهم وغيرهم من المخاطر وعلى سبيل المثال في فلسطين لدى الصحفيين خبرة طويلة في العمل في بيئة الخطر وحصل عدد كبير من الزملاء على دورات بهذا الخصوص وبخاصة الزملاء الذين عملوا مع مؤسسات دولية مثل وكالة رويترز والإي أف بي والإي بي والبي بي سي وغيرها.
وأيضا كانت هناك دورات من الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين وكانت هناك اجتهادات أخرى. ومعظم تلك الدورات كانت تتعلق بالحرب والعدوان الصهيوني وكيفية تجنب مخاطر ذلك.
وفي بلدان أخرى حصل الصحفيون مثلا على تدريبات تتعلق بالتعامل مع المتفجرات أو إطلاق النار أو الأسلحة الكيماوية وسبل الوقاية منها.
وفي كل الأحوال فإن المبدأ في السلامة المهنية لا يتغير بكل الظروف فقط تختلف بعض التفاصيل المتعلقة بنوع الخطر وكيفية التعامل معه. أخيرا : في موضوع #كورونا برأيي أن السلامة تقتضي عدم الاقتراب من المرضى أو المحجورين وعدم إجراء مقابلات معهم إلا إذا كانت عن بعد وبمسافة لا تقل عن مترين وبشرط أن يكون لها مبرر وقيمة إخبارية أو توعوية وضرورة التعقيم الدائم للمعدات التي يتم استخدامها ويفضل أن لا يتم تداول المعدات بين الزملاء بل يكون لكل فريق معداته الخاصة به.
وتعلم استخدام الكمامات والقفازات بطريقة سليمة واستخدام المعقمات عند الاقتراب من أماكن أو ملامسة أسطح يحتمل أن يكون فيها تلوث بالفيروس. ثم ضرورة أن يلبس الزملاء معاطف يتركونها خارج المنازل والمكاتب بعد تنفيذ أعمالهم. وأن يكون بحوزتهم مواد تعقيم طوال الوقت وعند مداخل المكاتب، والله خير حافظ.