لا يجوز لنا كبشر ودون وحي إلهي أن نقول على الله ما لا نعلم، ولذلك لا يمكننا الجزم بأن وباء كورونا الذي أصاب كوكب الأرض من مشرقه إلى مغربه هو عقاب من الله، قد يكون عقابا إلهيا وقد لا يكون، ولا يعلم ذلك إلا الله عز وجل، ولكن في المقابل نستطيع أن نجزم أن وباء كورونا أذل أهل الأرض وكشف عوراتهم وضعفهم.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل الوباء كان يتحدث بلغة أكثر استعلاء من لغة فرعون ولكنه الآن في قمة ضعفه أمام "فيروس"، ويحاول أن يتحداه ويتجاهله ولكن أصحاب القرار في أمريكا منعوه، أولئك الذين تركوه يعيث فسادا في الأرض وفي الوطن العربي منعوه من الاستمرار في سياسة التفرد باتخاذ القرار لأن مصالح أمريكا باتت مهددة، ومن المتوقع أن تصبح الولايات المتحدة الأمريكية بؤرة جديدة لتفشي الفيروس بعد الصين وإيطاليا، وقد زاد ما خصصته أمريكا لمحاربة الفيروس عما خصصته لتنفيذ صفقة القرن عشرين ضعفا، وقد يصل إلى أربعين ضعفا أي 2 تريليون دولار أمريكي، وهذا الرقم أيضا يزيد ه مرات على الأموال التي أجبر ترامب السعودية على دفعها على مدار عشر سنوات من أجل التسلح ومشاريع زائفة، وهنا نتذكر قول الله عز وجل: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36).
في العالم الإسلامي وصلت أخلاق الأنظمة الرسمية إلى الحضيض، فأحلوا الحرام وسمحوا بارتكاب المعاصي والفواحش في أقدس الأماكن، وما هي إلا بضعة أشهر حتى جاءهم الوباء فحرمهم من التمتع بالحرام والتمتع بالحلال حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وفي العالم الإسلامي أيضا حاربوا علماء الدين والدعاة إلى الله والمجاهدين فسجنوهم وقتلوا منهم فإذا بالوباء يحبسهم ويقتل منهم، لا فرق في ذلك بين حاكم ومحكوم، وبين غني وفقير، ومع ذلك لا نجزم إن كان ذلك عقابا إلهيا أم لا، ولكنني على يقين أن العودة إلى الله والحكم بأحكامه ونشر العدل والرحمة من شأنه أن يخفف عن المسلمين ما هم فيه، والعودة إلى الله لا تعني طبعا عدم الأخذ بالأسباب الأخرى للنجاة مثل الالتزام بتعليمات الوقاية لمنع الإصابة وانتشار الوباء على المستوى الفردي والمجتمعي.