الذين يهونون من مرض كورونا يذكرون أن نسبة الوفيات التي يحدثها قرابة 3 بالمئة وأن غالبية الضحايا من كبار السن، وأنا أعتقد أنها نسبة ليست بسيطة إذا عرفنا أن سرعة انتشار الفيروس عالية جدا وقد يشمل غالبية السكان في حالة التراخي وبذلك ترتفع اعداد الضحايا وتتخطى نسبة 3% التي تتحقق في ظل رعاية طبية مكثفة وكافية، وانعدام الرعاية لا بد وان يرفع معدل الوفيات اضعافا مضاعفة، ثم ان كبار السن ليسوا للتضحية ونرفض ان تتعرض حياتهم للخطر بسبب الاهمال وعدم المبالاة ممن يتقيدون بتعليمات الوقاية ، او اولئك الذين يخالفون ضوابط الحجر الصحي كما حصل في بيت لحم، حيث ادى عدم التزام شخص واحد الى اصابة ثلاثة اشخاص آخرين بسبب اهماله وربما ما خفي كان اعظم وقد نكتشف حالات جديدة مصابة بسبب الشخص ذاته.
امرأة ناشدت الجهات المختصة بمغادرة الحجر الصحي لاستقبال المعزين بابنها، انا شخصيا اتقدم اليها ببالغ العزاء ونسأل الله لولدها الرحمة والجنة، ولكن لا يعقل ان تأخذنا العاطفة لتلبية رغبتها رغم التماسنا لها العذر لما اصابها، ولكننا لا نلتمس العذر لمن يطالب الجهات المختصة بالسماح لها بمغادرة الحجر الصحي قبل التأكد مئة بالمئة من خلوها من الفيروس، كما لا يسمح بإقامة بيوت العزاء وكذلك حفلات الاعراس والتهاني والتجمعات التي من شأنها اغراق قطاع غزة او الضفة بالوباء، المسألة ليست عاطفية ولا هي صالحة للمناكفات السياسية، والإجراءات الوقائية لا بد من تشديدها قبل فوات الاوان.
رجل مسن اعترض على منعه من الصلاة في المسجد، وقال انه "معقم" بالقرآن ولا يحتاج الى معقم، وشاب متحمس من الضفة طالب المسؤولين عن حماية المجتمع من انتشار الوباء ان يبقوا في بيوتهم اذا كانوا خائفين على أنفسهم من كورونا. كبير السن نعذره ولكن الشاب لا نعذره وحماسه هذا قد يؤدي الى دمار المجتمع، صحيح انهم في الضفة الغربية اغلقوا المساجد ولم يغلقوا البنوك واماكن اخرى فيها ازدحام، ولكن هذا لا يعني ان اقامة الصلاة في المساجد وخاصة في المناطق الموبوءة خطوة صائبة ولا بد من اغلاق البنوك ومنع التجمعات بكافة اشكالها منعا لانتشار الوباء حتى يرفع الله البلاء.