فلسطين أون لاين

غانتس رئيسًا للحكومة الإسرائيلية.. ماذا يعني للفلسطينيين؟

الآن وقد تم رسميًا تكليف بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، يمكن القول إن السلطة الفلسطينية تلقت أخبارًا جيدة وهي تسمع أن حكومة أقلية في طور الإنشاء في إسرائيل، وتحظى بدعم القائمة المشتركة، التي باتت في طريقها لأن تتحول إلى قوة سياسية مؤثرة في السياسة الإسرائيلية، حتى أن بعض الأحزاب الإسرائيلية تفتح لها الأبواب مشرعة لممارسة نفوذها، على اعتبار أن حكومة الأقلية الإسرائيلية قد تكون أقل الخيارات سوءًا أمام الفلسطينيين.

تتابع السلطة الفلسطينية من كثب آخر التطورات السياسية الداخلية في إسرائيل، ويتلقى الرئيس محمود عباس تقارير على مدار الساعة من كبار قادة السلطة ممن يجرون محادثات دائمة مع كبار مسؤولي الوسط العربي في إسرائيل، من أجل الحصول على صورة دقيقة للتطورات الإسرائيلية الداخلية.

من الناحية الرسمية تعلن السلطة الفلسطينية أنها لا تتدخل في الشؤون السياسية الإسرائيلية الداخلية، لكن كبار قادتها الذين يفرقون قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة بين حزبي الليكود وأزرق أبيض، باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، لكنهم الآن يعززون خطوات القائمة المشتركة في الانتخابات بدعم الأخير، لأنها أصبحت ذات تأثير واضح يحدد معالم الحكومة الإسرائيلية القادمة.

مع العلم أنه بعد أن عمت أجواء خيبة الأمل دوائر القرار في السلطة الفلسطينية بسبب عدد المقاعد التي حصل عليها الليكود فور إعلان نتائج الانتخابات، فقد تحولت خيبة الأمل هذه لأجواء من التفاؤل كلما اقتربت نهاية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقادة فتح يعتبرون أن قيام حكومة أقلية برئاسة بيني غانتس ودعم القائمة المشتركة هي الخيار الأقل سوءا.

النواب العرب الذين أوصوا بتكليف غانتس بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، قدموا له عددا من المطالب السياسية تتمثل في عدم القيام بخطوات أحادية في الأراضي الفلسطينية، وإرجاء تنفيذ صفقة القرن الأمريكية، واستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية من النقطة التي توقفت عندها في عهد رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت، وإلغاء قانون القومية، وإعادة الوضع في الحرم القدسي لما كان عليه قبل قرار الحكومة الإسرائيلية بتوسيع تصاريح دخول اليهود لأداء الطقوس الدينية فيه.

من الأهمية أن نتذكر أن كل سيناريو إسرائيلي كقيام حكومة يمين، أو حكومة وحدة، أو حكومة انتقالية تستمر لعدة أشهر، تعتبر الأكثر سوءًا بالنسبة للسلطة الفلسطينية، لأنها تعني جميعا استمرار بقاء نتنياهو في الحكم في إسرائيل.

لكن الخشية الفلسطينية أنه فور تشكيل أي حكومة إسرائيلية، فستعمل بصورة أحادية الجانب على ضم فوري لشمال البحر الميت وغور الأردن والمستوطنات، بالتنسيق والدعم الكامل من إدارة ترامب، كي تفرض حقائق على أرض الواقع، بما في ذلك حكومة غانتس المقبلة.