اأكدت في مقالات سابقة أن السلطة الوطنية الفلسطينية اتخذت إجراءات جيدة لمواجهة انتشار وباء كورونا في مناطق السلطة الفلسطينية، ولكن هذا لا يعني أننا انتصرنا على الوباء، ولا يعني أن المعركة انتهت، وكذلك لا يعني أن نترك العمل الجاد وننشغل بالمديح والإطراء و"التسحيج" المبالغ فيه وكأننا نحاول استثماره سياسيًّا.
انشغلت مجموعات معينة في وسائل التواصل الاجتماعي في تقريع المسؤولين عن منطقة الحجر الصحي المجهزة في منطقة رفح، ولكن نفس المجموعة والتي تتغنى بإنجازات السلطة في الضفة الغربية غضت الطرف عن ظروف الحجر الصحي في الهلال الأحمر في طولكرم والتي قال ذوو المحجور عليهم فيها إنها لا تصلح للآدميين لخلوها من النظافة والتهوية والإضاءة وخلوها كذلك من دورة مياه صالحة للاستعمال، وكذلك غضوا الطرف عن ظروف المحجور عليهم في بيت لحم. أنا هنا لن أحاسب هذا الطرف أو ذاك وأعتقد أن المسؤولين في الضفة وغزة وصلتهم الفكرة وسيعملون على تحسين ظروف الحجر الصحي والعزل الطبي، ومن المعيب أن نستغل بعض التقصير هنا أو هناك وتحويلها إلى معركة سياسية، لا بد أن نخرج من أجواء الانقسام وخاصة في هذه الظروف الصعبة، لا بد أن نكون على قدر المسؤولية سواء كنا مواطنين عاديين أو مسؤولين.
في الضفة الغربية تم اعتقال قيادي وطني لعدة أيام فهبت جماهير من غزة للدفاع عنه، وفي غزة تم اعتقال شخصية معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي على الأقل فهبت جماهير مؤيدة له للدفاع عنه. نحن ضد الاعتقالات السياسية سواء في غزة أو الضفة، ولكن النيل من شخصية الرئيس بطريقة غير لائقة ليست حرية رأي بغض النظر إن كنا نحترم نضالات ذلك القيادي ونعارض البرنامج السياسي للرئيس ومنظمة التحرير، وكذلك اعتقال شخصية من غزة كانت بناء على أكاذيب خطيرة نسبها لفصيل مقاوم تتعلق بمأساة المخبز وفي توقيت حرج، والمقصود أن مفهوم حرية الرأي والتعبير لا يفسر حسب الانتماء السياسي أو بشكل مزاجي، ومثل هذا الضجيج لا بد أن يتوقف حتى نتفرغ للخطر الداهم وهو وباء كورونا. انتشار المرض حتى اللحظة تحت السيطرة في الضفة الغربية وهو غير موجود في قطاع غزة ونتمنى ألا يصلها، ولكننا في بداية الطريق ولا بد من تعزيز الجهود وتوحيد الصفوف لنكون على أهبة الاستعداد لأي تطور أو طارئ، لا بد أن يكون كل مواطن على قدر المسؤولية، ونتمنى السلامة للجميع.