يبدو أن أزمة مرض كورونا في إسرائيل مرشحة للتصاعد مع إعلان وزارة الصحة تشخيص المزيد من الحالات المتلاحقة، ليصل إجماليها إلى 60 شخصًا، مع استمرار الأزمة السياسية المشتعلة في إسرائيل، في ظل فشل رؤساء الكتل السياسية من حسم مسألة تشكيل الحكومة، وتنذر أزمة مرض كورونا في إسرائيل بدخولها في أزمة متعددة الأبعاد.
على المستوى الصحي، سجل الفايروس ارتفاعًا مضطردًا في أعداد المصابين بين الإسرائيليين والسياح الأجانب الحاملين له، والقادمين من الخارج، ودفعت هذه الظروف الطارئة بالحكومة الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات للتقليل من حدة انتشار الوباء، فأصدرت وزارة الصحة قرارًا احترازيًا بحجر صحي بالمنازل لـ80 ألف إسرائيلي، حضروا مباراة لكرة القدم بالقدس، بعد أن تبين أن سياحًا من كوريا الجنوبية مصابين بالفيروس كانوا في المدرجات مع المشجعين الإسرائيليين، وشملت إجراءات العزل وقف العملية التعليمية لـ2500 طالب ومدرس، وعزل الجيش الإسرائيلي 1262 جنديًا بعد الاشتباه بظهور أعراض الفيروس عليهم.
كما أوقف الجيش مناورة عسكرية مقررة مع نظيره الأمريكي لتعزيز الدفاعات الجوية المشتركة والتصدي للتهديدات الصاروخية، وألغى قائد الجيش أفيف كوخافي زيارته لواشنطن خشية إصابته بالفيروس.
اقتصاديًا، شرعت الشركة الحكومية للطيران المدني “العال” في إجراءات فصل 200 من موظفيها بعد التراجع الحاد في حركة الطيران والسفر من وإلى العالم الخارجي، وسيصل عدد المشمولين بقرار الفصل ألف موظف من أصل 6200 إجمالي عدد موظفيها، وتراوح إجمالي خسائر الشركة بين 50-70 مليون دولار بسبب أزمة كورونا.
مشهد آخر ينذر بدخول إسرائيل في أزمة عميقة، هو الشلل شبه الكامل لقطاع الفندقة، بعد إلغاء الحجوزات لملايين السياح المقرر وصولهم البلاد هذا العام ضمن الموسم السياحي، مع العلم أن وقف الرحلات الجوية من وإلى العالم الخارجي يعني بداية لانهيار وشيك للقطاع السياحي في إسرائيل الذي يساهم بـ30 مليار دولار سنويًا من الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل به قرابة 200 ألف إسرائيلي بصورة مباشرة وغير مباشرة.
ترى أوساط إسرائيلية أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل للحد من انتشار الكورونا في الطريق للتوسع، ومن المقرر أن تنظر الحكومة بقرار وقف العملية التعليمية لكل المراحل، وإصدار قرار بإغلاق شامل للحدود والمطارات، ووقف المواصلات العامة، وإغلاق المصانع التي يعمل بها عشرات العمال، ووقف المواصلات العامة.
مع أن الأزمة السياسية في إسرائيل، وعجز رؤساء الكتل الحزبية على التوافق لتشكيل حكومة موحدة في هذا الظرف الحساس، قد يجبر إسرائيل على منح مجلس الأمن القومي صلاحيات كاملة لإدارة البلاد إلى حين تجاوز أزمة الوباء، خصوصًا إن لم يتم احتواؤه، وبقي في مستويات قد يلحق الضرر بالدولة.